ما حكم تربية جرو صغير مشرد في البيت؟
وجدت جرواً صغيراً في الشارع ليس له أم، فأخذته إلى بيتي وأنوي تربيته والاعتناء به، لكنني أعرف أنّ الفقهاء قالوا أنّ الكلب نجس، مع العلم أنني أخذته شفقة به لأنه صغير وبلا أم، فما حكم تربية جرو صغير مشرد في البيت؟
حيّاك الله السائل الكريم، لا يجوز اقتناء الكلاب إلّا لأغراض مشروعة؛ مثل الصيد المباح أو الحراسة، وأما لغير ذلك فيحرمُ اقتناؤها، للحديث الثابت عن أبي هريرة عن النبي -صلى الله عليه وسلّم-: (مَن أمْسَكَ كَلْبًا يَنْقُصْ مِن عَمَلِهِ كُلَّ يَومٍ قِيرَاطٌ إلَّا كَلْبَ حَرْثٍ، أوْ كَلْبَ مَاشِيَةٍ). “أخرجه البخاري”
والقيراط مقدارًا من الأجر معلومٌ عند الله -تعالى-، والمراد به نقص جزءٍ من عمله، والملائكة تمتنع عن الدخول إلى بيت فيه كلب، ثبت عن أبي طلحة الأنصاري زيد ابن سهل عن النبي -صلى الله عليه وسلّم-: (لا تَدْخُلُ المَلائِكَةُ بَيْتًا فيه كَلْبٌ ولا تَصاوِيرُ) “أخرجه البخاري”، ووجود الكلب في البيت يمكن أن يسبب الخوف للمارّين، وقد نصّ الحديث عن النهي عن تربية الكلاب إلا للصَّيدُ، وحِراسةُ الماشيةِ، وحِراسةُ الزَّرع.
وقد ثبت عن أبي هريرة عن الرسول -صلى الله عليه وسلّم-: (طَهُورُ إناءِ أحَدِكُمْ إذا ولَغَ فيه الكَلْبُ، أنْ يَغْسِلَهُ سَبْعَ مَرَّاتٍ أُولاهُنَّ بالتُّرابِ) “أخرجه مسلم”، وهذا من اهتمام النبي -صلى الله عليه وسلّم- بأمور الطهارة وبيان الأعيان النجسة.
وقد اختصّ الكلب بهذا؛ لما يُعرف من نجاسته، وحمله للأمراض في لُعابه، وفي هذا العدد والكيفية حِكمةٌ يعلمها الله -تعالى-، وقيل إن استعمال التُّرابِ في غَسلِ الإناءِ قدرة على قتل الأمراض النَّابعة من الكلب والتي لا تذهب بالماء، وتكرار الغسل بالماء لتأكيد نظافتها، ولا فرق في ذلك بين ما أبيح اقتناؤها والتي لم يبِحها.
وقد حثَّ الإسلام على الرحمة في التعامل مع الحيوانات، وعدم القسوة عليها أو تعذيبها، ومما ينبغي عليك في هذا الحال أن تُحسن لهذا الجرو، وتطعمه والمداومة على هذا إن احتاج، وهذه من مكارم الأخلاق التي يحثُنا عليها ديننا، إلّا أن هذا يمكن فعله دون الحاجة إلى تربيته داخل البيت.