ماذا حدث للنبي في بادية بني سعد؟
السلام عليكم، قرأت عن قصة أخذ حليمة السعدية للنبي صلى الله عليه وسلم إلى بادية بني سعد لإرضاعه والاهتمام به، لكنني لا أعرف ماذا حدث للنبي في بادية بني سعد؟ بالتحديد في قصة غسل قلبه؟ وهل هي قصة حقيقية؟
وعليكم السّلام ورحمة الله وبركاته، بارك الله فيك على هذا السؤال، بالطبع إنَّ ما حصل لرسول الله -صلّى الله عليه وسلّم- في بادية بني سعد تعدُّ قصّةً صحيحة، وقد ذكرها الإمام مسلم -رحمه الله- عن أنس بن مالك في كتابه الصّحيح، وقد حكمَ عليها بالصّحةِ.
وتتلخّص هذه القصّة بأنَّ النبيَّ -صلّى الله عليه وسلّم- كان يلعب مع غلمانَ فجاءه جبريل -عليه السّلام- فصرعه على الأرضِ وشقَّ صدره، واستخرج منه القلبَ، ثمَّ استخرج من قلبه علقةً، وأخبرَ النبيَّ -صلّى الله عليه وسلّم- بأنَّ هذه العلقةَ إنّما هي حظُّ الشيطانِ منه، ثمَّ غسل قلب رسول الله في وعاءٍ من ذهب فيهِ ماءُ زمزم، ثمَّ أعاد قلبه إلى مكانه ولأَم الجرحَ عليه.
وتعدُّ حادثةَ الشقِّ هذه من الإرهاصاتِ التي حدثت لرسول الله -صلّى الله عليه وسلّم- قبل بعثته، وقد روى الألباني -رحمه الله- هذه الحادثة أيضًا بإسناد صحيح، وباختلافٍ يسير في كتابه السلسلة الصّحيحة عن عتبة بن عبد السلمي حيث قال: قال رسول الله -صلّى الله عليه وسلّم-:
(كانت حاضنتي من بني سعدِ بنِ بكرٍ، فانطلقتُ أنا وابنٌ لها في بُهمٍ لنا ولم نأخُذْ معنا زادًا فقلتُ يا أخي اذهَبْ فأتِنا بزادٍ من عند أمِّنا فانطلق أخي ومكثتُ عند البُهمِ فأقبل طائران أبيضان كأنَّهما نَسران فقال أحدُهما لصاحبِه: أهو هو؟ قال الآخرُ: نعم، فأقبلا يبتدراني فأخذاني فبطحاني للقفا فشقَّا بطني، ثمَّ استخرجا قلبي فشقَّاه فأخرجا منه علَقتَيْن سوداوَيْن، فقال أحدُهما لصاحبِه: ائتِني بماءِ ثلجٍ، فغسل به جوفي، ثمَّ قال ائتني بماءِ برَدٍ، فغسل به قلبي: ثمَّ قال ائتني بالسَّكينةِ، فذَرَّه في قلبي، ثمَّ قال أحدُهم لصاحبِه: خُطْه فخاطه وختم عليه بخاتمِ النُّبوَّةِ).