ما قصة وليمة النبي سليمان؟

كنت في زيارة عند أحد أقاربي لتناول الغداء، وقد قال يومها أحدهم مازحاً بأن هذه الزيارة يجب أن يُطلق عليها وليمة النبي سليمان، ولكني لم أفهم الدعابة لأني لا أعرف القصة، فما قصة وليمة النبي سليمان؟

حياك الله السائل الكريم، بدايةً لم يرد في الشريعة الإسلاميّة ولا حتّى في كتب أهل الكتاب ما قيل في بيت صديقك، أي مايُسمى بوليمة نبيّ الله سليمان، ولعلّ صديقك قد خصّ نبي الله -تعالى- سليمان -عليه السلام- للخير والنّعيم الذي كان فيه.

وفيما يأتي سأسرد لك بعضٌ من نعم الله -تعالى- على نبيه سليمان -عليه السلام- التي دعت صديقك بتشبيه ماقدّمه من وليمةٍ، بوليمةِ سيدنا سليمان وضرب بها الأمثال ومن ذلك ما يأتي:

  1. كان عصر نبي الله سليمان -عليه السلام- أزهى عصور بني إسرائيل من الخيرالوفير والنعم الكثيرة.
  2. نشأ سيدنا سليمان في بيت أبيه الملك داوود -عليه السّلام- وبيوت الملوك لا تَخلى من النعم.
  3. ورثَ سيدنا سليمان -عليه السلام- من أبيه داوود -عليه السّلام- أموالاً وخيراً كثيراً.

وكان لسيدنا سليمان حظٌ وافرٌ من نعم الله -تعالى- عليه، فأعطاه القدرات والمُعجزات، ومن ذلك ما يأتي:

  1. علّم الله -تعالى- لنبييه سليمان-عليه السلام- فهم كلام الحيوانات

والطير بشكل خاص؛ لأنّها كانت من جنوده، قال -تعالى-: (وَوَرِثَ سُلَيْمَانُ دَاوُودَ وَقَالَ يَا أَيُّهَا النَّاسُ عُلِّمْنَا مَنْطِقَ الطَّيْرِ وَأُوتِينَا مِنْ كُلِّ شَيْءٍ إِنَّ هَذَا لَهُوَ الْفَضْلُ الْمُبِينُ). “النمل:61”

قال الله -تعالى-: (حَتَّى إِذَا أَتَوْا عَلَى وَادِ النَّمْلِ قَالَتْ نَمْلَةٌ يَا أَيُّهَا النَّمْلُ ادْخُلُوا مَسَاكِنَكُمْ لَا يَحْطِمَنَّكُمْ سُلَيْمَانُ وَجُنُودُهُ وَهُمْ لَا يَشْعُرُونَ* فَتَبَسَّمَ ضَاحِكًا مِّن قَوْلِهَا وَقَالَ رَبِّ أَوْزِعْنِي أَنْ أَشْكُرَ نِعْمَتَكَ الَّتِي أَنْعَمْتَ عَلَيَّ وَعَلَى وَالِدَيَّ وَأَنْ أَعْمَلَ صَالِحًا تَرْضَاهُ وَأَدْخِلْنِي بِرَحْمَتِكَ فِي عِبَادِكَ الصَّالِحِين). ” النمل: 18-19″

  1. سخّر الله -تعالى- لنبيّه سليمان -عليه السلام- الريح، تذهب به إلى حيث يشاء

قال الله -تعالى-: (وَلِسُلَيْمَانَ الرِّيحَ عَاصِفَةً تَجْرِي بِأَمْرِهِ إِلَى الْأَرْضِ الَّتِي بَارَكْنَا فِيهَا وَكُنَّا بِكُلِّ شَيْءٍ عَالِمِينَ). “الأنبياء:81

  1. سخّر الله -تعالى- لنبيّه سليمان -عليه السلام- الجنّ

كان يأمرهم بالأعمال النافعة، فكانوا تحت طاعته وأمره وقدرته قال الله -تعالى-: (وَمِنَ الْجِنِّ مَنْ يَعْمَلُ بَيْنَ يَدَيْهِ بِإِذْنِ رَبِّهِ وَمَنْ يَزِغْ مِنْهُمْ عَنْ أَمْرِنَا نُذِقْهُ مِنْ عَذَابِ السَّعِيرِ). “سبأ:12”

قال -تعالى- : (فَلَمَّا قَضَيْنَا عَلَيْهِ الْمَوْتَ مَا دَلَّهُمْ عَلَى مَوْتِهِ إِلَّا دَابَّةُ الْأَرْضِ تَأْكُلُ مِنسَأَتَهُ ۖ فَلَمَّا خَرَّ تَبَيَّنَتِ الْجِنُّ أَن لَّوْ كَانُوا يَعْلَمُونَ الْغَيْبَ مَا لَبِثُوا فِي الْعَذَابِ الْمُهِينِ). “سبأ:14”

  1. أمدّ الله -تعالى- نبيّه سليمان -عليه السلام- بمادة يستطيع بها تشكيل النحاس لصناعة الأسلحة

وهي عبارة عن عين، يسيل منها سائل أصفر اللون، وهو النحاس، وتجري هذه العين كما يجري الماء، فيسخّر سليمان عليه هذا السائل؛ لصناعة أسلحته التي يحتاجها في المعارك التي كان يخوضها، قال الله -تعالى-: (وَلِسُلَيْمَانَ الرِّيحَ غُدُوُّهَا شَهْرٌ وَرَوَاحُهَا شَهْرٌ وَأَسَلْنَا لَهُ عَيْنَ الْقِطْرِ وَمِنَ الْجِنِّ مَنْ يَعْمَلُ بَيْنَ يَدَيْهِ بِإِذْنِ رَبِّهِ وَمَنْ يَزِغْ مِنْهُمْ عَنْ أَمْرِنَا نُذِقْهُ مِنْ عَذَابِ السَّعِيرِ). “سبأ:12”