ما صحة آية الكرسي لجلب الحبيب؟

أنا شاب أحب بنت خالي كثيرا، وقد تقدمت لها أكثر من مرة ولكنها كانت ترفضني، وهناك شيخ نصحني بملازمة قراءة آية الكرسي ليتم زواجي بها، وأريد أن أتأكد ما صحة آية الكرسي لجلب الحبيب؟

نسأل لك الله -سبحانه- الزواج العاجل بالمرأة الصالحة، في البداية أيها الكريم، نود أن ننبّه إلى أن الإنسان بطبعه لحوح، ويحب الاستعجال، فقد يتمسك في أمر ما قد يكون شراً له، وقد يكره أمراً آخر يكون الخير فيه، وبهذا يقول -سبحانه-: (وَعَسَى أَن تَكْرَهُوا شَيْئًا وَهُوَ خَيْرٌ لَّكُمْ ۖ وَعَسَى أَن تُحِبُّوا شَيْئًا وَهُوَ شَرٌّ لَّكُمْ ۗ وَاللَّهُ يَعْلَمُ وَأَنتُمْ لَا تَعْلَمُونَ) “البقرة: 216”.

والذي أنصحك به أن تسأل الله الخير، وتستخير، وتأخذ بالأسباب، وتبحث لك عن خيارات أخرى، فلا يمكنك إجبار الفتاة على الزواج بك، ولو أخذت بكل أسباب التقرب.

أما عن قراءة آية الكرسي لتيسير زواجك، أو كما وصفت: جلب الحبيب، فلم يرد عن النبي -صلى الله عليه وسلم- في هذا شيءٌ يُذكر، كما يمكنك أخي الكريم الفاضل التوسل بقراءة القرآن الكريم لقضاء الحاجة، وطلب التيسير والمعونة من الله -سبحانه-.

وخير ما أُرشدك إليه أيها الأخ الكريم هو أن تلزَمَ دعاء الاستخارة، فقد كانَ رَسولُ اللَّهِ -صَلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ- يُعَلِّمُ أصْحَابَهُ الِاسْتِخَارَةَ في الأُمُورِ كُلِّهَا، كما يُعَلِّمُهُمُ السُّورَةَ مِنَ القُرْآنِ يقولُ:

(إذَا هَمَّ أحَدُكُمْ بالأمْرِ فَلْيَرْكَعْ رَكْعَتَيْنِ مِن غيرِ الفَرِيضَةِ، ثُمَّ لِيَقُلْ: اللَّهُمَّ إنِّي أسْتَخِيرُكَ بعِلْمِكَ وأَسْتَقْدِرُكَ بقُدْرَتِكَ، وأَسْأَلُكَ مِن فَضْلِكَ فإنَّكَ تَقْدِرُ ولَا أقْدِرُ، وتَعْلَمُ ولَا أعْلَمُ، وأَنْتَ عَلَّامُ الغُيُوبِ، اللَّهُمَّ فإنْ كُنْتَ تَعْلَمُ هذا الأمْرَ -ثُمَّ تُسَمِّيهِ بعَيْنِهِ- خَيْرًا لي في عَاجِلِ أمْرِي وآجِلِهِ – قالَ: أوْ في دِينِي ومعاشِي وعَاقِبَةِ أمْرِي- فَاقْدُرْهُ لي ويَسِّرْهُ لِي، ثُمَّ بَارِكْ لي فِيهِ، اللَّهُمَّ وإنْ كُنْتَ تَعْلَمُ أنَّه شَرٌّ لي في دِينِي ومعاشِي وعَاقِبَةِ أمْرِي -أوْ قالَ: في عَاجِلِ أمْرِي وآجِلِهِ- فَاصْرِفْنِي عنْه، واقْدُرْ لي الخَيْرَ حَيْثُ كانَ ثُمَّ رَضِّنِي بهِ). أخرجه البخاري.

وكُن على يقين بأنّ الله -تعالى- لن يُقدّرَ لك إلا ما فيه الخير، وإن كان عكس ما ترغب، فارضَ بأقدار الله، واقنَع، واحمده على كل شيء.