من هو المبطون

نوضح في هذا المقال من هو المبطون ، ليس هناك منا من لا يتمنى أن ينال الشهادة، فللشهيد منزلة عالية عند الله سبحانه وتعالى في الآخرة، فضلًا عن أنه عند خالقه عز وجل ف عدِاد الأحياء، ومكانه في الآخرة في الفردوس الأعلى، ومميزاته التي خصه بها الله، كما قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: “للشهيدِ عندَ اللهِ سبعُ خِصالٍ: يُغفَرُ لهُ في أوَّلِ دُفعةٍ من دَمِه، ويُرَى مَقعدَهُ من الجنةِ، ويُحلَّى حُلَّةَ الإيمانِ، ويُزوَّجُ اثنينِ وسبعينَ زوجةً من الحُورِ العينِ، ويُجارُ من عذابِ القبرِ، ويأمَنُ الفزعَ الأكبرَ، ويُوضَعُ على رأسِه تاجُ الوقارِ، الياقُوتةُ مِنهُ خيرٌ من الدنيا وما فيها، ويُشفَّعُ في سبعينَ إنْسانًا من أهلِ بيتِهِ”،ولا تقتصر الشهادة على الموت في سبيل الله فقط؛ فهناك حالات أخرى يُعتبر فيها الإنسان شهيدًا، ولكن هل المبطون من تلك الحالات؟ وإن كانت الإجابة بنعم فماذا يعني المبطون؟ نوضح إجابات تلك الأسئلة من خلال السطور التالية على لينك بلس.

من هو المبطون

  • المبطون هو من أُصيب بداء في بطنه، فإن مات بهذا الداء فهو مبطون، والمبطون شهيدًا عند الله سبحانه وتعالى.
  • والدليل على ذلك ما رواه البخاري ومسلم عن أبي هريرة رضي الله عنه أن رسول الله صلى الله عليه وسلم : (الشهداء خمسة: المطعون والمبطون والغرِق وصاحب الهدم والشهيد في سبيل الله).
  • وما رواه أحمد وأبو داوود والنسائي أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: ( ما تعدون الشهادة ؟ قالوا: القتل في سبيل الله تعالى. قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: الشهادة سبع سوى القتل في سبيل الله: المطعون شهيد، والغرق شهيد، وصاحب ذات الجنب شهيد، والمبطون شهيد، وصاحب الحريق شهيد، والذي يموت تحت الهدم شهيد، والمرأة تموت بجُمْع شهيدة) والحديث صححه الألباني في صحيح أبي داود.
  • فالمبطون هو من مات وهو يعاني من مرض في البطن سواء ألم أو استسقاء أو إسهال.
  • وقال النووي رحمه الله في شرح مسلم : ” وَأَمَّا ( الْمَبْطُون ) فَهُوَ صَاحِب دَاء الْبَطْن , وَهُوَ الإِسْهَال . قَالَ الْقَاضِي : وَقِيلَ : هُوَ الَّذِي بِهِ الاسْتِسْقَاء وَانْتِفَاخ الْبَطْن , وَقِيلَ : هُوَ الَّذِي تَشْتَكِي بَطْنه , وَقِيلَ : هُوَ الَّذِي يَمُوت بِدَاءِ بَطْنه مُطْلَقًا”.
  • ويُحتسب المبطون شهيدًا، فينال أجر الشهداء، ولكن ما يفرق عنه وعن من يموت شهيدًا في معركة هو أنه يُغسل ويُصلى عليه، فضلًا عن التفاوت في درجة الشهادة بين المبطون وبين شهيد المعارك في سبيل الله.

هل مريض القلب يعتبر مبطون

  • قالت دار الإفتاء المصرية أن من يموت بمرض في القلب يُعد في منازل الشهداء.

هل مريض الرئة مبطون

  • لا، لا يُعد مريض الرئة مبطون.
  • ولكن من مات بمرض في الرئة فهو شهيدًا عند الله سبحانه وتعالى، لأنه من أصحاب ذات الجنب الذين قال عنهم رسول الله صلى الله عليه وسلم أنهم شهداء.
  • وذات الجنب هو التهاب غلاف الرئة والذي يؤدي إلى السعال والحمى والشعور بألم في الجنب يظهر جليًا عند التنفس.

فضل وفاة المبطون

وبخلاف أن المبطون يُحتسب من الشهداء؛ فهناك فضائل أخرى لمن مات مبطونًا شهيدًا وهي:

  • الموت بداء في البطن ينجي صاحبه من عذاب القبر، فعن عَبْدِ اللَّهِ بْنِ يَسَارٍ قَالَ: كُنْتُ جَالِسًا وَسُلَيْمَانُ بْنُ صُرَدٍ وخَالِدُ بْنُ عُرْفُطَةَ فَذَكَرُوا أَنَّ رَجُلًا تُوُفِّيَ مَاتَ بِبَطْنِهِ فَإِذَا هُمَا يَشْتَهِيَانِ أَنْ يَكُونَا شُهَدَاءَ جَنَازَتِهِ، فَقَالَ أَحَدُهُمَا لِلْآخَرِ: أَلَمْ يَقُلْ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: مَنْ يَقْتُلْهُ بَطْنُهُ فَلَنْ يُعَذَّبَ فِي قَبْرِهِ. فَقَالَ الْآخَرُ: بَلَى. رواه الإمام أحمد، والترمذي وحسنه، والنسائي، وصححه الألباني.
  • الموت بداء في البطن سببًا في رفع درجات الميت يوم القيامة، فكل ما أصابه حتى وإن كان بسيطًا فهو سببًا في رفع درجاته وتكفير لسيئاته، فعنْ أَبي سَعيدٍ وأَبي هُرَيْرة رضيَ اللَّه عَنْهُمَا عن النَّبيِّ صلى الله عليه وسلم قَالَ: “مَا يُصِيبُ الْمُسْلِمَ مِنْ نَصَبٍ وَلاَ وَصَبٍ وَلاَ هَمٍّ وَلاَ حَزَن وَلاَ أَذًى وَلاَ غمٍّ، حتَّى الشَّوْكَةُ يُشَاكُها إِلاَّ كفَّر اللَّه بهَا مِنْ خطَايَاه”.
  • الميت مبطونًا يدخل الجنة بإذن الله، فقد قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: “إذا مرض العبدُ, بعث اللهُ إليه ملَكينِ فقال : انظُرا ماذا يقولُ لعُوَّادِه ؟ فإن هو إذا جاؤوه حمدَ اللهَ وأثنى عليه , رَفعا ذلك إلى اللهِ – وهو أعلمُ – فيقول : لعبدي عليَّ إن توفَّيتُه أن أُدخِلَه الجنةَ , وإن أنا شفيتُه , أن أُبدِلَ له لحمًا خيرًا من لحمِه , ودمًا خيرًا من دمِه”.

هل المبطون يعذب في القبر

  • لا يُعذب المبطون في قبره، فالداء في البطن الذي يؤدي إلى الموت ينجي صاحبه من عذاب القبر.
  • فقد قالَ سُلَيمانُ بنُ صُردٍ لخالدِ بنِ عُرفُطةَ أو خالدٌ لسُلَيمانَ : أما سمِعتَ رسولَ اللَّهِ صلَّى اللَّهُ عليهِ وسلَّمَ يقولُ : مَن قتلَهُ بطنُهُ لم يُعَذَّبْ في قبرِهِ ؟ فقالَ أحدُهُما لصاحبِهِ : نعَم.
  • وعن عبد الله بن يسارٍ قال: كنت جالسًا وسليمان بن صرد وخالد بن عرفطة فذكروا أن رجلًا توفي مات ببطنه، فإذا هما يشتهيان أن يكونا شهدا جنازته، فقال أحدهما للآخر: ألم يقل رسول الله – صلى الله عليه وسلم -: «من يقتله بطنه فلن يعذب في قبره»؟ فقال الآخر: بلى.
  • فمن ابتلاه الله بمرض وصبر على ما ابتُلي يحصل على أجر صبره، كما يرفع الله عز وجل من درجاته ويكفر بهذا الصبر عن سيئاته.
  • فكل ما يُبتلى به الإنسان من أمراض وأسقام سببًا في تخفيف العذاب عنه.

هل الشهيد المبطون يسأل في قبره

  • جعل الله سبحانه وتعالى السؤال في القبر اختبارًا لمدى صدق أو كذب العبد، وبالتالي من مات شهيدًا فلن يُسأل عن إيمانه، لأن شهادته أكبر دليلًا على إيمانه.
  • ولكن هذا يسري على من مات في المعارك في سبيل الله.
  • أما عن سؤال القبر لمن مات شهيدًا دون قتل مثل المبطون والمطعون والغريق وغير ذلك؛ هناك العديد من الكتب مثل كتاب شرح الصدور وكتاب الروح لابن القيم وكتب التوحيد، ذكر العلماء فيها أن من ينجيه الله من عذاب وفتنة القبر هم سبعة وهم: الشهيد، الصديق، المبطون، المطعون، من قرأ سورة الملك كل ليلة، من مات يوم وليلة الجمعة.

وإلى هنا نكون قد وصلنا إلى ختام مقالنا والذي أوضحنا من خلاله من هو المبطون، كما تناولنا فضل وفاة المبطون وهل يُعذب أو يُسأل في قبره، تابعوا المزيد من المقالات على اللينك بلس العربية الشاملة.

المراجع

من هو المبطونمن هو المبطون