هل مات أصحاب الكهف؟

عندما أقرأ قصة أصحاب الكهف في القرآن الكريم، لا أفهم ما هي نهاية القصة بعد أن عرفهم الناس في السوق، ولا أعرف كيف تم بناء المسجد عليهم، فهل قتلهم الملك؟ وهل مات أصحاب الكهف؟

أشكرك على حرصك ورغبتك في التعلُّم، وهذا يدلُّ على تدبُّرك واهتمامك خلال قراءتك للقرآن الكريم، أمَّا عن قصة أصحاب الكهف وجواباً على سؤالك أقول: نعم، ضرب الله على آذانهم فماتوا موتاً حقيقياً، ثمّ ببنى عليهم الملك مكاناً للعبادة، يُصلَّى فيه.

وقد كانت الأحداث التي مرّت بهم في الكهف معجزة من معجزات الله في الأرض، حيث جعل الله أصحاب الكهف ينامون فترة من الزمن؛ كي يحفظ عليهم دينهم الذي أوذوا فيه من قومهم الذين ضلّوا واتّخذوا آلهة من دون الله -تعالى-، فما كان منهم إلّا أن فرّوا إلى الله -تعالى- هرباً بدينهم؛ فوجدوا كهفاً سخَّره الله لهم ليحفظهم فيه.

وجاء في قصّتهم أنَّهم كانوا من أبناء أكابر القوم وأغنيائهم، وأنَّهم كانوا صغاراً في العمر، وأنَّ يدينون بدين دين عيسى -عليه السلام- متمسِّكين به، ففرُّوا من الملك بدينهم إلى الكهف، والقصة أنّ الله -تعالى- ضرب على آذانهم فناموا سنين عديدة، وأيقظهم بعدها، فأطَّلع على أمرهم أهل ذلك الزمان، بعد أن كشف البائع نوع الدراهم التي جاء أحدهم بها؛ ليعلَم الناس أنَّ وعد الله حقٌّ بالنصر والتمكين، وأنَّ وعد الله حقٌّ بالبعث والنشور، وأن القيامة آتية لا شكَّ فيها، وكانت قصة أصحاب الكهف حُجّة للمؤمنين على الكافرين.

وعندما كانوا مطاردين وناموا في الكهف، كان الحكم لملكٍ كافرٍ يقتل كلّ من كان على دين عيسى -عليه السلام-، أمَّا عندما كُشف أمرهم بعد 309 سنة، كان الحكم لمَلكٍ على دين عيسى -عليه السلام-، فلمَّا عُثرَ عليهم ضرب الله على آذانهم فماتوا موتاً حقيقياً، فبنى عليهم الملك مكاناً للعبادة، يُصلَّى فيه.

وهكذا كانت قصة بناء المسجد بعد وفاتهم قال الله -تعالى- في كتابه الحكيم:(كَذلِكَ أَعثَرنا عَلَيهِم لِيَعلَموا أَنَّ وَعدَ اللَّـهِ حَقٌّ وَأَنَّ السّاعَةَ لا رَيبَ فيها إِذ يَتَنازَعونَ بَينَهُم أَمرَهُم فَقالُوا ابنوا عَلَيهِم بُنيانًا رَبُّهُم أَعلَمُ بِهِم قالَ الَّذينَ غَلَبوا عَلى أَمرِهِم لَنَتَّخِذَنَّ عَلَيهِم مَسجِدًا). “سورة الكهف: الآية:21”