الثبات على المبدأ

الثبات على المبدأ، من العبارات التي تحير الكثيرون ولكنها ترتبط كثيرا بطبيعة ذلك المبدأ سواء كان يتوافق مع الأخلاق والقيم، أم أنه مجرد تشبث بالرأي واتخاذ موقف معادي والتمسك بأفكار قد يراها البعض بالية ولا تتماشى مع تغيرات العصر.

ولكن مما لا شك فيه أن المبادئ الدينية يجب الثبات عليها مهما اختلف الزمن أو المكان، ونذكر في mqall.org اختلاف الآراء حول تلك العبارة الشهيرة.

الثبات على المبدأ

المبادئ هي أساس قيام الأمة، حيث تعتبر منارة الطريق ودليل على رقي شعب وتحضره، فكلما أهتم أفراد المجتمع بالمبادئ الأخلاقية انعكس ذلك في تشكيل نمط الحياة التي يعيش فيها أفراد المجتمع، ويتضح ذلك فيما يلي:

المبادئ الأخلاقية التي يتمسك بها الفرد تؤثر على حياة أسرته، والأسرة هيا نواة ذلك المجتمع وينعكس صلاحها على صلاح المجتمع ككل.

ويعد تمسك رب الأسرة وأفرادها بالمبادئ الأخلاقية أولى خطوات استقرار الحياة.

أيضا يساهم التمسك بالمبادئ في نشر الأمان في المجتمع، حيث تندر الجرائم اللاأخلاقية ويسود الاستقرار والتآخي بين أفراد المجتمع.
كما أن التمسك بالمبدأ يساعد في شعور أفراد المجتمع بالعدل والمساواة، الأمر الذي ينعكس على أداء الأفراد وتفاعلهم سويا في الأنشطة المجتمعية.
التمسك بمبدأ كمبدأ الحق، كفيل بنجاح المجتمع وانتشار السعادة وتمتع الأفراد بالحرية، مما ينعكس بالإيجاب على تطور المجتمع وتقدمه.

شاهد أيضا: الفرق بين الموازنة والميزانية

اختلاف نظرة الإنسان للثبات على المبدأ  

قد يرى البعض الثبات على المبدأ نوع من أنواع الرجعية والجمود، وأن ذلك الأمر يحتاج إلى المراجعة خاصة مع تعاقب الأزمنة والعصور.

وأن كل عصر له اختلافاته وتغيراته ويجب أن يتغير فكر الإنسان وفقا لذلك، ولكن هناك نوعان من ثبات الأفراد على مبادئهم نذكرهم وفقا للآتي:

بعض الأشخاص تجنب ما تحمله من مشاعر أو عواطف تجاه أي موقف يستدعي إظهار تمسكهم بمبادئهم.

وذلك رغم ما يتعرضوا له من ظروف وأحداث صعبة، حيث يمثل لهم التمسك بالمبدأ بمثابة الخلاص والنجاة من أي صعاب، كما أنه يمثل لهم طوق النجاة.

وقد يغالي البعض من هؤلاء في التمسك بالمبادئ إلى حد التعصب لوجهة النظر أو المبدأ، وقد يصلوا إلى التطرف أحيانا مما يعرضهم للكثير من الانتقاد.
أما إذا كان ذلك المبدأ هو صفة أخلاقية أو قيمة مجتمعية أو مبدأ إنساني فإن ذلك لا يعد تطرف.

ولكن محاولة للحفاظ على المجتمع وحمايته من تزعزع القيم والمبادئ.

أما النوع الآخر من الأشخاص فيكون تمسكهم بمبادئهم قائم على الظروف والاحتياجات.

فنجدهم يتمسكون بمبدأ ليوم ثم يتخلون عنه بعد ذلك مع تغيير الظرف، هؤلاء الأشخاص لا يمكن الوثوق بهم بل يكونوا أخطر على المجتمع من الأشخاص معدومي المبادئ.

اقرأ أيضا: أهداف التنمية البشرية

مبادئ الدين الإسلامي

من المبادئ الباقية لنهاية الزمن، مبادئ الدين الإسلامي الحنيف حيث تحمل تلك المبادئ كل ما يضمن للإنسان أن يحيى حياة كريمة.

كما تحترم إنسانيته ولا تترك أي تفصيله تضمن له استقرار العيش والراحة والسكينة، ويتضح ذلك من خلال الآتي:

تعتبر الحضارة الإسلامية العريقة خير دليل على شمولية المبادئ الإسلامية لكل ما يخص نواحي الحياة، كما أن ارتباط الإنسان بعبادة الواحد الأحد وتمسكه بالأوامر والنواهي الربانية يجعله عنصر مميز وناجح في المجتمع.
كما يشير تخلي البعض عن التمسك بتلك المبادئ العظيمة في وقتنا الحالي إلى ضعف وتزعزع مكانة الأمة الإسلامية والعربية على وجه الخصوص.
ورغم ذلك فإن العودة إلى الفطرة التي فطرنا الله سبحانه وتعالى عليها والتي أرصاها القرآن الكريم.

بتعليم المسلم المبادئ التي تهون عليه الحياة في الدنيا وتهيئه إلى النجاة في الآخرة بإذن الله سبحانه وتعالى.

كما تنظم المبادئ الإنسانية السامية علاقة المسلم بغيره، وتأكد على قيام تلك العلاقة على الرحمة والإنسانية.

ولنا في الرسول الكريم خير قدوة في نشر المبادئ الإنسانية وثباته على تلك المبادئ رغم ما تعرض له على يد الكفار المشركين.

الفرق بين المبدأ والرأي

قد يظن البعض أن الثبات على المبدأ مجرد حماقة بالية، ولكن لعل هؤلاء لديهم خطأ كبير في التفريق بين الرأي والمبدأ، لذلك وجب التفريق بينهم فيما يلي:

الرأي يعبر عن ما يجول في خاطر كل إنسان تجاه كل أمور الحياة المختلفة، والتي تكون بناءا على تجاربه الشخصية أو ظروف نشأته وتربيته.

أيضا بقدر ما وصل إليه من تعليم إضافة إلى ما تعرض له من عوامل جعلته يتبنى اتجاه أو رأي محدد في موضوع ما.

الآراء دائما مختلفة من زمان لزمان ومن مكان لآخر، كما أن ثباتها أحيانا والتمسك بها يعتبر نوع من التعصب والتطرف، وأحيانا لا تتوافق مع جميع أطراف المجتمع.
الخلاف في الرأي أمر طبيعي ويسهل التعايش به في المجتمع بناءا على مساحة الحرية والتحضر في ذلك المجتمع.

سواء كان ذلك الخلاف يخص قضية اجتماعية أو ثقافية.

أما المبدأ فهو أمر مختلف تماما عن الرأي وغالبا يتفق عليه أفراد المجتمع بشكل كبير.

فمثلا الثبات على مبدأ رفض الغش سواء كان في نطاق لجنة امتحان، أو جولة انتخابات أو الغش التجاري أو غيره.
يعد ذلك من الأمور التي لا يختلف عليها الأشخاص مهما اختلف الزمان أو المكان وأيضا مهما اختلفت الاتجاهات الفكرية أو الدينية.

شاهد من هنا: ما هي مبادئ الإسلام

الثبات على المبدأ ورغم رفض البعض لتلك العبارة فإنها من الأسس المهمة التي يجب أن نربي عليها أبناءنا ونعلمها للطلبة في المدارس، ونناشد بالتأكيد عليها في كل المحافل.

خاصة تلك المبادئ التي لا تحمل أي خلاف كالصدق والأمانة والاخلاص في العمل، أما الاختلاف في الرأي أو تغيره حسب المواقف المختلفة التي يتعرض لها الإنسان فهو من الأمور المقبولة دون أي نقد.