فرضت الصلاة في السماء

سنتناول اليوم موضوع غاية في الأهمية، وهو فرضت الصلاة في السماء، وفرضت الصلاة في الإسلام في مكة المكرمة، قبل الهجرة النبوية، وتم فرضها على الرسول في السماء السابعة، ذلك ليلة الإسراء والمعراج، وفي هذا تشريف لرسولنا الكريم، وتأكيد لرفعة الإسلام والمسلمين، ولعظم مكانة هذه العبادة.

فرضت الصلاة في السماء 

فرضت الصلاة على النبي والأمة في السماء السابعة، وليس على الأرض، وفي حضور الله (عز وجل)، وفي هذا إشارة إلى كونها مناجاة بين العبد وربه، ومدى اتصالها بالتجلي عندما يستقبل المسلم قبلته ويصلي لله تعالى.

ولهذا كانت الطهارة شرطًا أساسيًا لصحتها، ومن الجدير بالذكر أن الصلاة الأولى للنبي (صلى الله عليه وسلم) بعد عودته من رحلة الإسراء والمعراج هي صلاة الظهر.

اقرأ أيضا: بحث عن الوضوء والصلاة

مكانة الصلاة في الإسلام

للصلاة مكانة رفيعة لا ترتقي لها أية عبادة أخرى من العبادات.
تكمن عظمة الصلاة في كونها عماد الدين الإسلامي، فبها يتم اكتماله، لقول رسول الله (صلّى الله عليه وسلّم) “رأسُ الأمرِ الإسلامُ، وعمودُه الصلاةُ، وذروةُ سَنامِه الجهادُ في سبيلِ الله”.
الصلاة ثاني أركان الإسلام بعد الشهادتين، فيأتي ركن الصلاة بعد ركن الشهادة، تأكيدًا على صحة معتقد المسلم ودلالة على تصديقه لما استقر في قلبه.
أول ما يُسأل عنه الفرد يوم القيامة، وأول ما يحاسب عليه داخل قبره هي الصلاة،  فإن كانت صلاته صحيحة فاز فوز عظيم، وإن لم تصح، فيصيبه الخسران المبين.
الصلاة هي آخر أمر ممكن أن يقدمه المسلم من دينه، فبضياعها ضاع الدين كله، فالرسول والصحابة يعتبرون ترك الصلاة كفرًا وخروجًا من ملة الإسلام.
وهي آخر وصايا رسول الله (عليه أفضل صلاة وسلام) قبل وفاته، فوصى بها وهو يغرغر بقوله: “الصَّلاةَ وما ملَكَت أيمانُكُم”.
فُرضت من الله بصورة مباشرة إلى رسول، بدون أي وسيط، ونتيجة لعظمة شأنها، فرض الله في ذلك الوقت 50 صلاة في اليوم والليلة، وكي لا يشق الله على عباده خففها إلى 5 صلوات فقط، وذلك لأن الصلاة هي العبادة الوحيدة التي لا تسقط أبدًا على المسلم.

حيث جعلها الله بالعين لمن يستطيع تحريك كل أعضاء الجسم، ولكن تُخفف لأعذار محددة مثل (المرض، السفر، البرد، الحرب)، وهي فريضة على كل مسلم بالغ عاقل، ذكرًا كان أو أنثى.

الصلاة هي الشعيرة التي اشتركت في تشريعها كافة الديانات السماوية، وذُكر في القرآن الكريم آيات عديدة تتضمن اهتمام عدد كبير من الأنبياء والرسل بها، كقوله تعالى فيما وصف به سيدنا إسماعيل (عليه السلام) “وَكَانَ يَأْمُرُ أَهْلَهُ بِالصَّلَاةِ وَالزَّكَاةِ وَكَانَ عِندَ رَبِّهِ مَرْضِيًّا”.

واتضح أيضًا اهتمامهم الشديد بالمساجد من خلال بنائها، فقاما سيدنا إبراهيم، وسيدنا إسماعيل (عليهما السلام) ببناء الكعبة الشريفة، وسيدنا سليمان (عليه السلام) قام ببناء المسجد الأقصى، أما رسولنا الكريم محمد (صلى الله عليه وسلم) فبنى المسجد النبوي الشريف. 

كما يمكنكم التعرف على: ازاي انتظم في الصلاة

وقت فرض الصلاة

عبادة الصلاة فرضت في بداية ظهور الإسلام، داخل دولة مكة المكرمة، في ليلة إسراء الرسول ومعراجه للسماء، ذلك قبل هجرة نبينا محمد (عليه أفضل صلاة وسلام) إلى المدينة المنورة بخمسة أعوام تقريبًا.

وتوجد أقوال أخرى بثلاثة أعوام، وهناك من يقول سنة ونصف فقط قبل الهجرة، لشراء المؤرخين تتعدد في هذا الشأن.

أما عن اليوم فهو الإثنين، 27 من شهر رجب، عام  619/637 ميلاديًا، وقال أنس بن مالك (رضي الله عنه) “فُرِضَتْ عَلى النَّبيِّ صلَّى اللَّهُ عليهِ وسلَّمَ ليلةَ أُسرِيَ بِه الصَّلواتُ خَمسينَ، ثُمَّ نَقصَتْ حتَّى جُعِلَتْ خَمسًا”

كما يمكنكم الاطلاع على: دعاء في بداية الصلاة

وبهذا نصل إلى نهاية موضوع مقال اليوم، فرضت الصلاة في السماء، ونكون أفضينا بكل ما في جعبتنا من معلومات تتعلق بالصلاة وكيفية ووقت فرضها في السماء، ومكانتها الرفيعة في الإسلام، وندعو الله أن نكون وُفقنا فيما قدمنا لكم.