هل تبدأ العدة من وقت الوفاة أم الدفن؟

حياك الله وعظّم الله أجرك وأحسن عزاءك في زوجك وجبر مصابك ورحم ميتك برحمته الواسعة، بالنّسبة لعدة الوفاة فإن حسابك لها يبدأ من ساعة وفاة زوجك لا من يوم دفنه، فمن ساعة وفاته انتهت علاقة الزوجية وحصل الفراق وعليك أن تبدئي بحساب العدة.

ولو تأخر دفن زوجك أياماً لسببٍ ما أو لآخر، فإنّ العدة تكون قد بدأت وعليك أن تحسبي مدة أربعة شهور وعشرة أيام، وبإنتهائها تكون عدتك قد انتهت، وحسابها يكون بالأشهر الهجريّة القمريّة لا الميلاديّة، والشهر الهجري يكون 29 أو30 يوماً فقط .

والأسهل عليك حساب كل شهر30 يوماً؛ لأنّ حساب الشهر29 يحتاج إلى تتبّعك لهلال كلِّ شهرٍ تالي ومعرفة دخوله أو عدم دخوله؛ لذلك الأسهل أن تحسبي مضي (130) يوماً من ساعة وفاة زوجك، بنهايتها تكون عدتك قد انتهت، وعدة الوفاة لا يُشترط فيها علمك أصلاً؛ لأنّها تنقضي بمرورالمدة بغض النظر عن علمك بها.

قال الله -تعالى-: (وَالَّذِينَ يُتَوَفَّوْنَ مِنكُمْ وَيَذَرُونَ أَزْوَاجًا يَتَرَبَّصْنَ بِأَنفُسِهِنَّ أَرْبَعَةَ أَشْهُرٍ وَعَشْرًا فَإِذَا بَلَغْنَ أَجَلَهُنَّ فَلَا جُنَاحَ عَلَيْكُمْ فِيمَا فَعَلْنَ فِي أَنفُسِهِنَّ بِالْمَعْرُوفِ وَاللَّـهُ بِمَا تَعْمَلُونَ خَبِيرٌ). “البقرة:234”

ويُستنثى من ذلك إذا كنت حاملاً، فإنّ الحامل تنتهي عدّتها بوضع حملها ولو كان وضع الحمل بعد أيام من وفاة زوجها كما حصل مع سبيعة الأسلمية -رضي الله عنها- كما ورد في الحديث عن المسور بن مخرمة قال: (أنَّ سُبَيْعَةَ الأسْلَمِيَّةَ نُفِسَتْ بَعْدَ وفاةِ زَوْجِها بلَيالٍ، فَجاءَتِ النبيَّ -صَلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ-، فاسْتَأْذَنَتْهُ أنْ تَنْكِحَ، فأذِنَ لها فَنَكَحَتْ). “أخرجه البخاري”

والمطلوب منك في العدة أمرين:

1. أن تبيتي في بيتك الذي توفيّ فيه زوجك فيه.
2. الثاني: ترك الزينة مع حُرمة الخطبة والتعرّض للزواج.