هل الدعاء يغير القدر في نوع الجنين

لقد أشار الرسول – صلى الله عليه وسلم- إلى أن الدعاء يمكنه رد القدر، فمن هذا المنطلق اتخذ البعض من الدعاء وسيلة للسعي لتغير أقدارهم وبالأخص الراغبات من النساء في ولادة طفل ذكر بدلًا من أنثى، ففيما يلي سنوضح تأثر الدعاء على نوع الجنين:

محتويات الموضوع

الدعاء لا يرد سوى القدر المعلق، فنظرًا لأن الرزق من الأشياء المحتومة أو ينتمي إلى ما يُعرف بالقضاء المبرم فهو لا يمكن تغييره.
وعلى هذا لا يمكن قول إن الدعاء يغير القدر بالنسبة لنوع الجنين، فلا بد وألا يتم الاعتراض على النعمة التي يهبها الله – عز وجل- للآباء.
ومن الجدير بالذكر أن هذا لا يعني أن من يقوم بالدعاء أحيانًا لتغيير نوع الجنين يأثم على ما يفعله، فالإنسان في كثير من الأحيان يجهل أن ما يُرزق به دائمًا هو الخير.
لكن من يقوم عمدًا بترديد أدعية من أجل الحصول على الجنين الذي يريده فإنه قد يأثم لعدم إيمانه بالله.

متى يحدد الله نوع الجنين

إن خير وسيلة لتحديد نوع الجنين هي الخضوع للسونار، ففيما يلي سوف نذكر لكم المعلومات التي تبرز متى يحدد الله – عز وجل- جنس الطفل داخل الرحم:

يمكن تحديد جنس الجنين عند وصول الحامل إلى الأسبوع 18 من الحمل، أو في الفترة الواقعة بين الأسبوع 16 و20 من الحمل.
ذلك بواسطة جهاز الموجات فوق الصوتية، فهو يقوم برؤية الأعضاء التناسلية بوضوح.
ويجب العلم بأن هناك أمورًا تتحكم في تحديد نوع الجنين وهي:
- سمك جدار بطانة الرحم لدى الأم وكذلك جدار البطن.
- وضعية الجنين.

دعاء الاستخارة لمعرفة نوع الجنين

بعض الحوامل يرن بأن دعاء الاستخارة يمكنه أن يساهم في منحهن نوع الجنين المفضل بالنسبة لهن، ففي الحقيقة هذا الدعاء لا يفيد سوى في الرزق بطفل أو طفلة بصحة جيدة، وهو يتطلب الأمور الآتية:

الوضوء مثلما يتم عند أداء الفرائض.
عزم النية على أداء صلاة الاستخارة.
القيام بصلاة ركعتين، ومن الجدير بالذكر أن السنة النبوية تحث على قراءة سورة الكافرون مع الفاتحة في الركعة الأولى، بينما سورة الإخلاص في الركعة الثانية.
التسليم من الصلاة، ثم رفع اليدين إلى الأعلى للتضرع إلى الله.
الصلاة والسلام على النبي – صلى الله عليه وسلم-.
قول دعاء الاستخارة لتحديد نوع الجنين وهو :
- “اللهمّ إنّي أستخيرك بعلمك، وأستقدرك بقدرتك، فإنّك تقدر ولا أقدر وتعلم ولا أعلم وأنت علّام الغيوب، اللهمّ إن كنت تعلم أنّ في هذا الأمر (إنجاب أنثى أو إنجاب ذكر) خيرٌ لي في ديني ومعاشي وعاقبة أمري، فاقدره لي ويسّره لي ثمّ بارك لي فيه، وإن كنت تعلم أنّ في هذا الأمر (إنجاب أنثى أو إنجاب ذكر) خيرٌ لي في ديني ومعاشي وعاقبة أمري، فاصرفه عنّي واصرفني عنه وأقدر لي الخير حيث كان، ثمّ أرضني به”.

قصتي مع السونار والدعاء

قامت واحدة من النساء بذكر قصتها مع السونار والدعاء لتغيير نوع الجنين حيث قالت:

لقد أنجبت 4 أطفال ذكور وكانت تتمنى كثيرًا أن تنجب فتاة واحدة.
فقامت بترديد دعاء لإنجاب الفتاة حيث قالت اللهم إني أعلم بأنني حامل مرة أخرى أي للمرة الخامسة فإني أتوسلك برحمتك أن ترزقني هذه المرة بالفتاة التي أريدها.
وتذكر أنها عندما أتمت الشهر الرابع من الحمل، وذهبت للخضوع للسونار تبين لها أنها حامل بفتاة، ففرحت كثيرًا واستمرت على الدعاء والاستغفار.
من الجدير بالذكر أن الدعاء بلا شك من الأمور الهامة والتي تقرب العبد إلى الله، ولكن هذه القصة كانت بمحض الصدفة، حيث إن الدعاء لم يغير ما بأحشائها بل إن الله – عز وجل- قدر لها بشكل مسبق أن تحمل في أنثى، وكتب لها ذلك.

أدعية الأنبياء بالذرية

من الأدعية التي وردت في القرآن الكريم عن الأنبياء للرزق بالذرية الصالحة ما يلي:

(قَالَ رَبِّ إِنِّي وَهَنَ الْعَظْمُ مِنِّي وَاشْتَعَلَ الرَّأْسُ شَيْبًا وَلَمْ أَكُنْ بِدُعَائِكَ رَبِّ شَقِيًّا (4) وَإِنِّي خِفْتُ الْمَوَالِيَ مِنْ وَرَائِي وَكَانَتِ امْرَأَتِي عَاقِرًا فَهَبْ لِي مِنْ لَدُنْكَ وَلِيًّا (5) يَرِثُنِي وَيَرِثُ مِنْ آلِ يَعْقُوبَ وَاجْعَلْهُ رَبِّ رَضِيًّا (6)) [سورة مريم].
(رَبَّنَا هَبْ لَنَا مِنْ أَزْوَاجِنَا وَذُرِّيَّاتِنَا قُرَّةَ أَعْيُنٍ وَاجْعَلْنَا لِلْمُتَّقِينَ إِمَامًا) [الفرقان، 74].
(وَزَكَرِيَّا إِذْ نَادَى رَبَّهُ رَبِّ لَا تَذَرْنِي فَرْدًا وَأَنْتَ خَيْرُ الْوَارِثِينَ* فَاسْتَجَبْنَا لَهُ وَوَهَبْنَا لَهُ يَحْيَى وَأَصْلَحْنَا لَهُ زَوْجَهُ)[الأنبياء، 89].
(رَبِّ هَبْ لِي مِنَ الصَّالِحِينَ) [الصافات، 100].
(رَبِّ اجْعَلْنِي مُقِيمَ الصَّلَاةِ وَمِن ذُرِّيَّتِي ۚ رَبَّنَا وَتَقَبَّلْ دُعَاءِ) [إبراهيم، 40].
(فَقُلْتُ اسْتَغْفِرُوا رَبَّكُمْ إِنَّهُ كَانَ غَفَّارًا (10) يُرْسِلِ السَّمَاءَ عَلَيْكُم مِّدْرَارًا (11) وَيُمْدِدْكُم بِأَمْوَالٍ وَبَنِينَ وَيَجْعَل لَّكُمْ جَنَّاتٍ وَيَجْعَل لَّكُمْ أَنْهَارًا (12)) [سورة نوح].

هل تخطئ الدكتورة في نوع الجنين

على الرغم من أن السونار لديه قدرة كبيرة على تحديد جنس الجنين إلا أنه من الممكن وفي بعض الحالات النادرة أن يعطي نتيجة خاطئة، وذلك بنسبة 2%، إذ يعزى السبب إلى الأمور الآتية:

اتخاذ الجنين داخل الرحم لوضعية غريبة.
زيادة وزن المرأة الحامل، وهو ما يؤدي إلى زيادة دهون البطن ومواجهة الصعوبة في رؤية الجنين.
الحمل في أكثر من جنين لا سيما الحمل بتوأم.
الخضوع لفحص السونار بشكل مبكر.

الطرق المؤكدة لمعرفة نوع الجنين

في صدد التحدث عن تأثير الدعاء على القدر وتغيير نوع الجنين، فلا بد وأن نشير إلى الطرق الطبية التي تساهم في تحديد نوع الجنين بفاعلية وهي كالآتي:

فحص السونار

يعد بمثابة أشهر الطرق لتحديد نوع الجنين بل والأكثر مصدقية، وهو يتم الخضوع له في الحالات الآتية:

عند دخول الحامل الأسبوع 16 من الحمل حتى الأسبوع 20.
ذلك لأن قضيب الذكر أو مهبل الأنثى عندما يتكونان من الأسبوع السادس في الحمل يكونان بنسبة كبيرة متشابهان حتى الأسبوع 14.
وبصفة عامة يعد أفضل وقت لتحديد جنس الجنين هو الأسبوع 18 من الحمل ما لم يتخذ الجنين وضعية تعيق قدرة الجهاز على رؤية وكشف الأعضاء التناسلية.

اختبار ما قبل الولادة غير الجراحي

هذا الاختبار هو اختبار للدم، ففيما يلي سوف نذكر لكم بعضًا من المعلومات عنه:

يستخدم في الأساس للكشف عن تعرض الجنين داخل الرحم لمتلازمة داون أو لأي مرض من أمراض الكروموسومات.
تكمن فكرة عمله على البحث في دم الأم الحامل عن كرموسوم الذكورة من أجل معرفة جنس الجنين.
ومن الجدير بالذكر أنه عادةً لا يتم الخضوع له إلا إذا كانت الأم مُعرضة لخطر ولادة طفل لديه مشكلة كروموسومية.

فحص خملات الكوريون

يطلق على هذا الفحص أيضًا اسم اختبار بزل السلي وهو يحدث فيه الآتي:

يقوم الطبيب عند إجراء فحص خملات الكوريون بأخذ خزعة من زغابات المشمية، والتي تكون عبارة عن بروزات صغيرة من الأنسجة.
حيث إن هذه الزغابات يوجد فيها نفس المادة الجنينية التي يتكون منها الجنين.
من الجدير بالذكر أن هذا الفحص في الأساس يكشف عن المشكلات الجينية.
ويجب العلم بأن بزل السلي يتم بطريقة مختلفة ألا وهي أخذ عينة من السائل الأمنيوسي الذي يوجد داخل الكيس الجنيني، ويفيد في حالات الحمل المهدد بالإجهاض.

هل الدعاء يغير القدر في نوع الجنين