من الذي خُفف عنه العذاب لفرحه بالمولد النبوي؟
السلام عليكم
سمعت معلومة دينية وأريد التأكد من صحتها، فقد سمعت أن هناك أحد الكفار سيخفف الله تعالى عنه العذاب لأنه فرح بمولد النبي صلى الله عليه وسلم، فهل هذه المعلومة صحيحة؟ ومن هو الذي خُفف عنه العذاب لفرحة بالمولد النبوي؟
وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته، في البدايةِ إنَّ الكافر الذي قيل به أنَّه يُخفف عنه العذابُ كلَّ اثنينٍ هو أبو لهبٍ عمُّ رسول الله -صلّى الله عليه وسلّم- واعلم أخي الكريم أنَّه لم يثبت عن رسول الله -صلّى الله عليه وسلّم- أيُّ حديثٍ صحيحٍ يؤكد هذه المعلومة.
بل إنَّ المذكورَ في هذا الشأنُ مجردُ رؤيا رآها بعض أهله به، وقد جاء ذلك في الحديث الصّحيح الذي أورده البخاري في صحيحه، أنَّ عروة -رضيَ الله عنه- قال: (وثُوَيْبَةُ مَوْلَاةٌ لأبِي لَهَبٍ؛ كانَ أبو لَهَبٍ أعْتَقَهَا، فأرْضَعَتِ النَّبيَّ صَلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ، فَلَمَّا مَاتَ أبو لَهَبٍ أُرِيَهُ بَعْضُ أهْلِهِ بشَرِّ حِيبَةٍ، قالَ له: مَاذَا لَقِيتَ؟ قالَ أبو لَهَبٍ: لَمْ ألْقَ بَعْدَكُمْ غيرَ أنِّي سُقِيتُ في هذِه بعَتَاقَتي ثُوَيْبَةَ).
واعلم أخي السائل أنَّه عند تعارضِ الرّؤيا مع دليل قطعيٍ من القرآنِ الكريمِ، أو السنّةِ النبويّةِ، فإنَّ المقدَّم بالطبعِ هو الدليل الشرعي، وقد ورد عددٌ من الآياتِ القرآنيّةِ التي تُثبت أنَّ العذاب لا يُخفف عن الكافرينَ يومَ القيامةِ، مثل:
- قال الله -تعالى-: (وَالَّذِينَ كَفَرُوا لَهُمْ نَارُ جَهَنَّمَ لا يُقْضَى عَلَيْهِمْ فَيَمُوتُوا وَلا يُخَفَّفُ عَنْهُمْ مِنْ عَذَابِهَا).[فاطر: 36]
- قال الله -تعالى-: (وَقَالَ الَّذِينَ فِي النَّارِ لِخَزَنَةِ جَهَنَّمَ ادْعُوا رَبَّكُمْ يُخَفِّفْ عَنَّا يَوْماً مِنَ الْعَذَابِ* قَالُوا أَوَلَمْ تَكُ تَأْتِيكُمْ رُسُلُكُمْ بِالْبَيِّنَاتِ قَالُوا بَلَى قَالُوا فَادْعُوا وَمَا دُعَاءُ الْكَافِرِينَ إِلَّا فِي ضَلالٍ).[غافر: 49-50]
كذلك جاء في الحديث الصّحيح الذي أخرجه مسلم في صحيحه أنَّ رسول الله -صلّى الله عليه وسلّم- قال: (لا يَنْفَعُهُ، إنَّه لَمْ يَقُلْ يَوْمًا: رَبِّ اغْفِرْ لي خَطِيئَتي يَومَ الدِّينِ)، فدلَّ ذلك على أنَّ الأعمال الحسنة التي قام بها الكافر في الدنيا لا تنفعه، وبناءً على كلِّ ما سبق لا يُمكن الجزمُ بصحةِ معلومةِ تخفيف العذاب عن أبي لهب، إلَّا إن كان ذلك تفضلًا من الله عليه.