متى ولد سيدنا زكريا، وما هي صفاته؟

وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته، زكريا بن برخيا، وقيل زكريا بن دان، وقيل زكريا بن لدن بن مسلم بن صدوق بن حسبان بن داود بن سليمان بن مسلم بن صديقة بن بلعاطة بن ناحور بن شلوم بن سليمان بن داود، أبو يحيى، ولد في القرن الأول قبل الميلاد، في مدينة الخليل.

كان زكريا- عليه السلام- يعمل بالتجارة، وكان من كبار الربّانيين الذين كانوا يخدمون الهيكل، وكان عمران والد مريم رئيسهم وكبيرهم، ومن أبرز صفات زكريا -عليه السلام- أنه كان عابدًا، زاهدًا، صبورًا، كثير الدعاء لله -تعالى-، كما وردّ أنّ زكريا مات قتلًا، ولكن لا يوجد نص ثابت عن طريقة موته.

وقد قدّر الله- تعالى- لحكمة لا يعلمها إلا هو ألا يرزق زكريا بولد، وعندما تقدم به العمر، وامتلأ رأسه شيبًا، وتقدم السنّ بزوجته، دعا ربه أن يرزقه بولد، واستجاب الله له.

قال -تعالى-: (قالَ رَبِّ إِنّي وَهَنَ العَظمُ مِنّي وَاشتَعَلَ الرَّأسُ شَيبًا وَلَم أَكُن بِدُعائِكَ رَبِّ شَقِيًّا* وَإِنّي خِفتُ المَوالِيَ مِن وَرائي وَكانَتِ امرَأَتي عاقِرًا فَهَب لي مِن لَدُنكَ وَلِيًّا* يَرِثُني وَيَرِثُ مِن آلِ يَعقوبَ وَاجعَلهُ رَبِّ رَضِيًّا* يا زَكَرِيّا إِنّا نُبَشِّرُكَ بِغُلامٍ اسمُهُ يَحيى لَم نَجعَل لَهُ مِن قَبلُ سَمِيًّا). “مريم: 4-7”

ومن القصص الثابتة التي اختصّ بها زكريا -عليه السلام- كفالته لمريم بنت عمران، والتي كانت أمها عاقرًا لمدة ثلاثين سنة، فحملت ونذرت أن تهب ما في بطنها لخدمة بيت المقدس، وكانت تتمنى أن ترزق بولد، إلّا أنّها رزقت بطفلة سمّتها مريم، وكان عمران قد توفي، وقامت بأخذها إلى بيت المقدس لتفي بنذرها.

فتنافس الأحبار والرهبان في كفالة مريم، ولمّا طال جدالهم اتفقوا على أن يقترعوا فيما بينهم، فوقع الاختيار على زكريا، قال- تعالى-: (ذَٰلِكَ مِنْ أَنبَاءِ الْغَيْبِ نُوحِيهِ إِلَيْكَ وَمَا كُنتَ لَدَيْهِمْ إِذْ يُلْقُونَ أَقْلَامَهُمْ أَيُّهُمْ يَكْفُلُ مَرْيَمَ وَمَا كُنتَ لَدَيْهِمْ إِذْ يَخْتَصِمُونَ). “آل عمران: 44”