ما هو مد العوض؟

اليوم كان أول درس لي في مركز لتحفيظ وتعليم قراءة القرآن الكريم، وقالت المعلمة أنّ المد في كلمة “بناءً” مد عوض، لكنني لم أفهم ما قصدته، وأريد أن أعرف ما هو مد العوض؟

أهلاً ومرحباً بكِ أختي الكريمة، وباركَ الله بكِ وبهمّتكِ، واعلمي أنَّك تتعلمينَ أفضلَ العلومِ وأشرفها، وأسأل الله العظيم أن ينفعكِ بعلمكِ هذا وأن يجعله حجّةً لكِ يومَ القيامةِ، وأن يُبارك لكِ فيه، مدَّ العوضِ يُقصد به: إبدال التنوين المنصوب -باستثناء التنوين الذي يكونُ على التاء المربوطة- عند الوقفِ عليه ألفاً، سواءً كانت هذه الألف ممدودةً أو مقصورةً.

سأذكر لكِ فيما يأتي بعض الأمثلة على مد العوض في القرآنِ الكريمِ؛ لتوضيحِ الأمر لكِ بشكلٍ أكبر:

  1. قال الله -تعالى-: (دَرَجَاتٍ مِّنْهُ وَمَغْفِرَةً وَرَحْمَةً ۚ وَكَانَ اللَّهُ غَفُوراً رَّحِيماً)، “النساء: 96”

إذا تمّ الوقوف على كلمة غفوراً، ورحيماً؛ فإنّه لا يتمُّ النطقُ بالتنوينِ على أنَّه نونٌ، بل يتمُّ حذف التنوينِ وقراءة الكلمة غفورا، رحيما.

  1. قال الله -تعالى-: (الَّذِي جَعَلَ لَكُمُ الْأَرْضَ فِرَاشًا وَالسَّمَاءَ بِنَاءً)، “البقرة: 22”

إذا تم الوقوف على كلمة فراشاً، وبناءً؛ فيتمُّ تعويضُ الألف عن التنوين حال الوقفِ على كلمةِ فراشاً فيقرأها المسلم فراشا، وكذلك كلمةُ بناءً يتمُّ تعويضَ التنوين الموجود على الهمزِ بألفٍ، فتُلفظ بناءا.

ويُعدُّ مدَّ العوضِ من ملحقاتِ المدِّ الأصليّ الطبيعيّ، ويمدُّ بمقدارِ حركتينِ اثنتينِ فقط؛ وقد قدَّر أهل العلمِ الحركةَ بمقدار طيِّ الإصبع ورفعه، أمَّا حكم مدِّ العوض فهو الوجوب، وهو ما اتّفق القرَّاء على وجوب مدِّه بمقدار حركتينِ، ويرجع سبب تسمية مدِّ العوضِ بهذا الاسم؛ إلى أنَّه يتمُّ فيه تعويض التنوين في آخر الكلمة بألفٍ مديَّة.

وأود تذكيركِ بأنَّ تنوينَ النصبِ الموجودِ على التاء المربوطةِ لا يُعدُّ مثالاً على مدِّ العوضِ؛ إذ إنَّ التاء المربوطة حال الوقفِ عليها تُقلب إلى هاء ساكنة، مثل قول الله -سبحانه وتعالى-: (وَحَنَانًا مِّن لَّدُنَّا وَزَكَاةً)، “مريم: 13” فتُلفظ كلمةُ وَزَكَاةً في حال الوقفِ عليها؛ زكاه.