ما هو دعاء جلب الذرية بإذن الله؟

السلام عليكم، أنا امرأة متزوجة من عامين، ولم يرزقني الله بأطفال، وأكثر ما يشغل بالي أنا وزوجي هو موضوع الذرية، ونحن نأخذ بالأسباب ونريد أن ندعو بدعاء لجلب الذرية الصالحة، فما هو دعاء جلب الذرية بإذن الله؟

اسأل الله أن يرزقكما الذرية الصالحة ويقر أعينكما بها ويبارك لكما فيها، ليس هناك دعاء خاص مأثور عن النبي -عليه الصلاة والسلام- يخص الإنجاب، بحيث يقال أنّ عليك المواظبة على هذه الدعاء لخصوص هذا المطلوب، وإنما الدعاء بشكل عام هو من أعظم الأسباب لتحقيق المطلوب، ومنه ما ترجوانه وتطلبانه من الولد.

ومع ذلك فإنه من الحسن أن تقتديا بنبي الله زكريا -عليه الصلاة والسلام- لما دعا ربه أن يرزقه الولد بعد أن بلغ من الكبر عتياً، وكانت امرأته عاقرا، فكان من دعائه:

  1. (قَالَ رَبِّ هَبْ لِي مِن لَّدُنكَ ذُرِّيَّةً طَيِّبَةً إِنَّكَ سَمِيعُ الدُّعَاءِ) “آل عمران: 38”.
  2. (وَزَكَرِيَّا إِذْ نَادَى رَبَّهُ رَبِّ لَا تَذَرْنِي فَرْدًا وَأَنتَ خَيْرُ الْوَارِثِينَ) “الأنبياء: 89”.

وأوصيكما أن تكثرا من هذين الدعائين خاصة في السجود، وتحرّيا الأوقات الفاضلة؛ كالسّحَر، وعند الفطر من الصيام، وبين الأذان والإقامة، والساعة الأخيرة من الجمعة، واجمعا إلى ذلك كله كثرة الاستغفار والصدقة، فهما بابين لتحقيق المطلوب بإذن الله، فقد قال الله -تعالى-: (فَقُلْتُ اسْتَغْفِرُوا رَبَّكُمْ إِنَّهُ كَانَ غَفَّارًا* يُرْسِلِ السَّمَاءَ عَلَيْكُم مِّدْرَارًا* وَيُمْدِدْكُم بِأَمْوَالٍ وَبَنِينَ..)نوح: 10-12″

وعليكما الحرص على طاعة الله -تعالى-، والخشوع له، والخضوع بين يديه، فهذا هو الباب الذي كان سبباً في إجابة دعاء زكريا -عليه السلام- كما قال -سبحانه-: (فَاسْتَجَبْنَا لَهُ وَوَهَبْنَا لَهُ يَحْيَى وَأَصْلَحْنَا لَهُ زَوْجَهُ إِنَّهُمْ كَانُوا يُسَارِعُونَ فِي الْخَيْرَاتِ وَيَدْعُونَنَا رَغَبًا وَرَهَبًا وَكَانُوا لَنَا خَاشِعِينَ) “الأنبياء: 90″؛ فالمسارعة إلى فعل الخيرات، وخشوعهم لله -تعالى-، مع دعائهم رغباً ورهباً؛ كان هو السبب في عطية الله لهم وجوده لهم بالولد وصلاح الحال.

وعليكما بالصبر، وعدم الاستعجال في الدعاء، بحيث إذا تأخر الولد أيستما وتركتما الدعاء، فهذا من الأسباب المانعة من الإجابة، كما جاء في الحديث عن أبي هريرة -رضي الله عنه- أن رسول الله -صلى الله عليه وسلم- قال: (يُسْتَجابُ لأحَدِكُمْ ما لَمْ يَعْجَلْ، يقولُ: دَعَوْتُ فَلَمْ يُسْتَجَبْ لِي) رواه البخاري، فالإلحاح في الدعاء من أسباب الاستجابة.