ما هو أجمل دعاء للعارفين؟
السلام عليكم
أنا طالبة في الجامعة وأدرس تخصص الشريعة، وفي يوم من الأيام دخلت إلى مكتبة الجامعة لأقرأ كتب جديدة، ووقعت يدي على كتيب صغير يتحدث عن العارفين بالله ومقاماتهم، وودت لو أنني منهم، فهل هناك أدعية للعارفين بالله؟ وما هو أجمل دعاء للعارفين؟
وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته، بارك الله لكم حرصكم على تتبع مواطن الذكر والدعاء، وسؤالكم عن أحوال الذاكرين وأدعية العارفين بالله، وفي هذا المقام أجد من المهم أن نتذكر سوياً أن أهل العلم قد اتّفقوا على أن الأدعية الواردة في القرآن هي أفضل الدعاء، ثم يليها أدعية السنة النبوية المنقولة عن سيد الذاكرين وإمام العارفين نبينا محمد -صلى الله عليه وسلم-.
ثم لا حرج في التزوّد من بحر الأدعية الذي لا ينضب فيضه مما أُثرعن بعض عباد الله وأوليائه الصالحين من أئمة الدِّين، الذين شهد لهم أهل زمانهم بالصلاح والتقوى، ممن عرف الله -تعالى- حق معرفته فأَنِس بمقام القرب والمناجاة، واستوحش من شهوات الدنيا وغفلاتها، فجاءت أدعيته موافقة للشرع، مجتنبة للشطح أو الاعتداء في الدعاء، وأذكر من هذه الأدعية دعاءين اثنين فيما يأتي:
- دعاء الحسن البصري -رحمه الله-
حين استدعاه الحجاج ناقماً عليه، فدعا بدعائه المشهور فحوّل الله نقمة الحجاج عليه إجلالاً له وإكراماً، حين دعا فقال: “يَا غياثي عِنْد دَعْوَتِي، وَيَا عُدتي فِي مَلمَّتي، وَيَا ربي عِنْد كربتي، وَيَا صَاحِبي في شدتي، وَيَا ولي نعمتي، وَيَا إلهي، وإله إِبْرَاهِيم، وَإِسْمَاعِيل، وَإِسْحَاق، وَيَعْقُوب، والأسباط، ومُوسَى، وَعِيسَى، وَيَا رب النَّبِيين كلهم أَجْمَعِينَ.
وَيَا رب طه، وَيس، وَرب الْقُرْآن الْحَكِيم، يَا كَافِي مُوسَى فِرْعَوْن، وَيَا كَافِي مُحَمَّد الْأَحْزَاب، صل على مُحَمَّد وَآله الطيبين الطاهرين الْأَخْيار، وارزقني مَوَدَّة عَبدك الْحجَّاج، وخيره، ومعروفه، واصرف عني أَذَاهُ، وشره، ومكروهه، ومعرته”، فكفاه الله -تَعَالَى- شَره بمنِّه وَكَرمه.
- دعاء مشهور لأحد عباد الله
كان قد أشرف أحد عباد الله على القتل على يد سارق ظالم، فنجّاه الله -تعالى- بدعوته حين قال: “يا ودود، يا ودود، يا ذا العرش المجيد، يا مبدئ، يا معيد، يا فعالاً لما يريد، أسألك بنور وجهك الذي ملأ أركان عرشك، وأسألك بقدرتك التي قدرت بها على خلقك وبرحمتك التي وسعت كل شيء، لا إله إلا أنت يا مغيث أغثني”، ثلاث مرات، فأرسل لله له من أغاثه ونصره على عدوه.
وفي كتاب “الفرج بعد الشدة” كثير من هذه الأدعية لمن أراد الاستزادة منها، مع ضرورة التذكير بفضل كتاب الأذكار للإمام النووي في هذا الباب، فقد اشتمل على معظم الأذكار النبوية التي يحتاجها المسلم في مختلف أحواله، وأضاف لها بعض الأدعية والأذكار المؤلفة على ضوء التوجيه النبوي وهديه.
والله أعلم، وصلى الله على سيدنا محمد النبي الأمي وعلى آله وصحبه أجمعين.