ما معنى كلمة ان مع العسر يسرا

ما معنى كلمة إن مع العسر يسرا ، نحتاج كثيراً إلى أن نعيش حالة من الدعم النفسي، وخير الدعم هو ما يأتي من الله الرحمن الرحيم، وذلك لأن علمك بكونه رب الكون خالق المعجزات ورب المستحيلات، سيجعلك على يقين بأنه لابد وأن يكون هناك مخرج من الأزمة، وفرج من بعد الشدة، وعافية من جراء المصائب، ستجد أنك تنعم بالهدوء والأمان، لا تضع الحسابات، ولا تفكر كثيراً فيما هو أتِ، ستعيش حالة من التوكل المصحوب باليقين بأن لا عسر دون أن يعقبه يسر، ومن خلال مقال اليوم على لينك بلس سنتحدث عن قوله تعالى “إن مع العسر يسرا” لمختلف علماء تفسير القرآن الكريم فتابعونا.

ما معنى كلمة إن مع العسر يسرا

ورد في القرآن الكريم الكثير من الكلمات الحاملة للمعاني الجليلة، والمؤكدة على عظمته ومدى براعة وصفه ودقته، ومن ضمن تلك الآيات آية “فَإِنَّ مَعَ الْعُسْرِ يُسْرًا (5)”، والتي سوف نتعرف على معنى الآيات الحاملة لها في التالي ذكره:

  • جاءت هذه الآية من آيات سورة الشرح، والتي تتكون من ثمانِ آيات محكمات.
  • يتحدث بها الله تعالى وكأنه يُناجي نبيه ويبشره على الخير واليُسر الذي سيعقب العسر.
  • وسورة الشرح من السور المكية والتي جاء نزولها عقب سورة الضحى مباشرة.
  • جاءت هذه السورة لتُخفف على رسول الله صلى الله عليه وسلم المتاعب التي كان يقابلها في سبيل الدعوة ونشر الإسلام.
  • تعتبر رسالة من الله لبعث الأمن والأمان في نفس النبي والمسلمين من بعده، وللتأكيد على أن الله تعالى يقف إلى جواره.
  • كما تعد علامة على أن اليأس من قلة الإيمان، وأن الدنيا هي دار البلاء التي على المسلم أن يتحلى فيها بالصبر والثبات حتى ينال رضا الله تعالى ونعيم الآخرة.
  • تبعث آياتها الشعور بالأمل من جديد في نفس كل من يقرأها، فتتجدد من عزمه، وتمنحه الصبر والبُشرى من الله عز وجل بأنه لا يوجد بلاء دائم.
  • تساعد المؤمن على التسلح بالقوة والتوكل على الله تعالى، واليقين بكرمه، وأنه لن يترك عباده في الشدة دائماً.
  • تُشير على أن طوق النجاة مازال موجود ولكن سيمنحه الله للعباد في الوقت المناسب.

أولاً: إن مع العسر يسرا تفسير ابن كثير

يرى ابن كثير أن قول الله عز وجل “فَإِنَّ مَعَ الْعُسْرِ يُسْرًا” وتكرارها علامة على التأكيد الذي يوَّد الله تعالى أن يخبر به نبيه والمؤمنين جميعاً، كما جاء بحديث رسول الله صلى الله عليه وسلم أنه قال “لن يغلب عسر يسرين”.

ثانياً: إن مع العسر يسرا تفسير الطبري

  • يقول الطبري أن قوله سبحانه “فَإِنَّ مَعَ الْعُسْر يُسْرًا إِنَّ مَعَ الْعُسْر يُسْرًا” تذكير للنبي بأن الشدة والبلاء لا يدوم. 
  • كما تعتبر بشرى من الله تعالى على تحسن الأحوال ووجود اليُسر والفرج الذي سيجعله يتخلص من أذى الكفار والمشركين، ويُحقق له النصر.
  • ومن الوارد عن الرسول أنه قال لأصحابه بعد نزول هذه الآية ” أَبْشِرُوا أَتَاكُمْ الْيُسْر , لَنْ يَغْلِب عُسْر يُسْرَيْنِ ” .

ثالثاً: إن مع العسر يسرا تفسير الجلالين

تحققت هذه الآية وصدق الله العظيم في ذكرها إذ يمكننا أن نشهدها كثيراً في الواقع، كما جاء اليُسر للنبي بعد العسر، فبعد أن واجه العديد من المشكلات والأذى وصبر وتحمل، جاء النصر من عند الله، وها نحن نشهد اليُسر الذي تحقق للنبي بعد أن أصبحت الأمة الإسلامية من أكبر الأمم بالعالم.

رابعاً: تفسير القرطبي

يؤكد القرطبي على أن هذه الآية جاءت للدلالة على الفرج الذي سيعيشه المسلمين بعد حالة من الضيق واليأس، كما أنزلها الله لتُزيد من صبرهم وقوة احتمالهم، وتبشرهم على أن اليسر سيأتي إليهم لا محالة، وأنه لا يوجد عسر في الدنيا إلا وصحبه اليسر، وأكد الله تعالى على ذلك مرتين، ويرى القرطبى أنه قد تكون هذه الآية بشرى من الله تعالى على فتح مكة، وبذلك يكون العسر المقصود هو إخراج المسلمين من مكة كرهاً، ثم عودتهم مرة أخرى لفتحها وتحقيق النصر.

خامسًا: تفسير الرازي

فسر الإمام الرازي الآية الكريمة بأنه عند تواجد الرسول الكريم “صلى الله عليه وسلم”، عايره المشركون بفقره، قائلين له إنه في حال كان يطلب بدعوته تلك المال، فهم قادرون على إعطائه العديد من الأموال، بشرط تركه لتلك الدعوة، الأمر الذي أحزن الرسول “صلى الله عليه وسلم” بشكل كبير، وظن أن الكفار ممتنعين عن قبول دعوته لهمك بالإسلام بسب فقره.

لذا نزلت سورة الشرح، التي بيّن الله “عز وجل” مدى عظمة الفضائل التي يمتلكها الرسول الكريم، كما حمل السورة تبشير للنبي الكريم بالغنى بعد بعد العسر، كما أكد الله “سبحانه وتعالى” على أن سبب تنكير كلمة يسر هو تعظيم وتوضيح لعظمة اليسر  الذي سيمتلكه الرسول في الآخرة، بالأجر العظيم، والدنيا بفتح البلاد وإعلاء كلمة الإسلام في مختلف البقاع من حوله.

سادسًا: تفسير البيضاوي

أكد الإمام البيضاوي على أن العسر المذكور في الآية الكريمة، مثله كمثل ضيق الصدر والإيذاء من القوم الضلال، لذا نزلت سورة الشرح، لتؤكد للنبي الكريم “صلى الله عليه وسلم” أنه بعد كل العسر الذي واجهه من المشركين في سبيل الهداية والدعوة سيقابله يسر كبير من الله “عز وجل” وفرج، كما أكد على أن كلمة ” إن مع” المذكورة في الآية تؤكد على مدى قرب موعد اليسر بعد العسر.

سابعًا: تفسير السعدي

فسر الإمام السعدي الآية الكريمة بأن قال أن اليسر دومًا ما يكون مصاحبًا للعسر، حتى وإن طال وأشدت، وما يؤكد على هذا أن كلمة العسر جاءت معرفة ب ” أل” مما يدل على إنها تستلزم استغراق مدة والعموم، وذلك لتفيد أنه مهما طالت مدة العسر والكرب، يأتي بعدها اليسر لا محالة.

ثامنًا: تفسير البغوي

أكد الإمام البغوي على أن الآية منزلة لتأكيد الرخاء والنعم التي سيحظى بها الرسول “صلى الله عليه وسلم” بعد الشدة والكرب الذين عانى منهم في طريق دعوته للمشركين، كما أكد الإمام على أن تكرار ذكر الآية من باب تعظيم وتأكيد البشرى للرسول “صلى الله عليه وسلم”.

إن بعد العسر يسراً شعر

هناك بعض الأبيات الشعرية التي تحدثت عن مكنون الآية، وأكدت على أن العسر لابد وأن يعقبه يسر، ومنها:

أيها الدهر الكئيب تبسم         إن بعد العسر الشديد يسرا

وترنم فالنصر آت قريباً        يصرع الخير في الوجود الشرا

سيسود الخلاص كل قبيل        ويعم الســلام برا وبحرا

ويطل الربيع يرقص بشراً       وتفوح الرياض طيباً وعطرا

  • كذلك قول أبو القاسم الشابي “وَلا بُـدَّ لِلَّيْلِ أنْ يَنْجَلِي…. وَلا بُدَّ للقَيْـدِ أن ينكسر”.
  • وقول محمد بن إدريس الشافعي “ضاقت فلما استحكمت حلقاتها …. فُرجت وكان يظنها لا تُفرجُ”.
  • وعن الحسن رضى الله عنه أنه قال “الصبر كنز من كنوز الخير، لا يعطيه الله إلا لعبد كريم عنده”.

إن مع العسر يسرا إعراب

نعرب في التالي ذكره مفردات آية : “فَإِنَّ مَعَ الْعُسْرِ يُسْرًا (5)”:

  • إن مع العسر يسرا: جملة استثنائية لا محل لها من الإعراب.
  • إن: حرب مشبه بنصب والفعل المصدري.
  • مع: ظرف متعلق بخبر إن المحذوف المقدم.
  • العسر: مضاف إليه مجرور بالكسرة الظاهرة.
  • يسرا: اسم إن منصوب بالفتحة الظاهرة.

إن مع العسر يسراً عائض القرني

https://www.youtube.com/watch?v=R_mUDWXWciY

ما معنى كلمة ان مع العسر يسراما معنى كلمة ان مع العسر يسرا