ما سبب نزول قوله تعالى (إِنَّ خَيْرَ مَنِ اسْتَأْجَرْتَ الْقَوِيُّ الأمِينُ)؟
طلب منا مدرس مادة التربية الإسلامية إحضار سبب النزول لبضع آيات من القرآن الكريم، وأريد معرفة ما سبب نزول قوله تعالى: (إِنَّ خَيْرَ مَنِ اسْتَأْجَرْتَ الْقَوِيُّ الأمِينُ)؟
حياك الله أخي السائل، عند البحث في كتب أسباب النزول، لم أجد أنّ لهذه الآية سبب نزول، وذلك لأنّ أكثر الآيات نزلت بغير أسباب النزول، ومن ضمنها هذه الآية، فأسباب النزول: هي الحادثة أو السؤال التي لأجلها نزلت الآية الكريمة، وعند نزول هذه الآية لم يتم سؤال أو حادثة.
أمّا تفسير الآية: (إِنَّ خَيْرَ مَنِ اسْتَأْجَرْتَ الْقَوِيُّ الْأَمِينُ)، “سورة القصص: 26” تتحدث هذه الآية عن موسى -عليه السلام- مع شُعيب أبا البنتين، والذي كان لا يستطيع أن يذهب لسُقيا أغنامه لكبر سنه، فكان يبعث ابنتاه بدلًا عنه، إلّا أنّهما كانا ينتظران إلى أن ينتهي الجميع، فرآهما موسى-عليه السلام- وسقا لهما، من غير أن يطلبا ذلك، وذلك لشهامته، ومروءته.
وعندما انتهى من سقايتهما، طلبت منه إحدى البنتين أن يلتقي بأباها، وذهب معهما موسى، وعندما وصل إلى شعيب، وكان قد أعد الطعام له، فظنّ موسى -عليه السلام- أنّ هذا الطعام لرد المعروف، فأبى ذلك، إلّا أنّ شعيبًا أخبره أنّ من عاداتنا إكرام الضيف، فقبل موسى -عليه السلام-، وأخبره كيف هرب من فرعون وبطشه، وأجابه شعيب: (قَالَ لَا تَخَفْ نَجَوْتَ مِنَ الْقَوْمِ الظَّالِمِينَ). “سورة القصص: 25”
(قَالَتْ إِحْدَاهُمَا يَا أَبَتِ اسْتَأْجِرْهُ إِنَّ خَيْرَ مَنِ اسْتَأْجَرْتَ الْقَوِيُّ الْأَمِينُ)، “سورة القصص: 26” وفي تفسير هذه الآية، طلبت إحدى ابنتي شعيب، أن يستأجر موسى -عليه السلام- لرعاية أغنامهم، وذلك لأنّه قويٌ أمين، فسألها كيف عرفتي أنّه قوي؛ قالت لأنّه حمل صخرة يعجز عن حملها عشرة رجال، أمّا أمين؛ وذلك لأنّه طلب منها أن تمشي خلفه، وذلك حتى لا تصف الريح بدنك.
وطلب شعيب من موسى -عليه السلام- أن يعمل عنده ثماني حجج، وقيل أنّ الحجج ثماني سنوات، أي أن يعمل موسى -عليه السلام- في رعي الأغنام لمدة ثماني سنوات، على أن يكون المقابل تزويجه إحدى ابنتيه، فوافق موسى -عليه السلام-.