ما حكم دهس الحيوانات بالسيارة؟
السلام عليكم، قبل يومين قمت بدهس كلب كان يقطع الشارع ولم أنتبه له قبل ذلك، ومنذ ذلك الحادث وأنا أشعر بتأنيب ضمير، وأريد معرفة ما حكم دهس الحيوانات بالسيارة؟
حياكم الله، وغفر لنا ولكم، إن كان تصرفك بدون قصدٍ، فهو أمرٌ معفيٌّ عنه، ولا حرج على المسلم فيه، ويوجبك ضمان ما دهست إن كان مما يُعرف صاحبه، أو كان مما يؤذن باتخاذه ككلاب الصيد أو الحراسة، والهررة، والأغنام، والطيور، وضمانها يكون بدفع قيمتها إلى صاحبها.
وإن تعذّر ذلك تصدّق بثمنها على فقراء المسلمين بنيّة عن صاحبها، فإن تبيّن لك بعد زمن من يكون أعدت إليه ماله واستسمحه، وكان ما دفعه من قبيل الصدقة، أمّا ما لا يؤذن باتخاذه، أو ما جاء الأمر بقتله، فلا ضمانة عليه.
وقد أمر النبي -صلى الله عليه وسلم- بقتل الكلب العقور، فقد ثبت في صحيح مسلم، أنّ النبي -صلى الله عليه وسلم-: (كانَ يَأْمُرُ بقَتْلِ الكَلْبِ العَقُورِ، وَالْفَأْرَةِ، وَالْعَقْرَبِ، وَالْحُدَيَّا، وَالْغُرَابِ، وَالْحَيَّةِ قالَ: وفي الصَّلَاةِ أَيْضًا).
وننصحك أيها السائل، بالاستغفار والتوبة، والانتباه أكثر في المرات القادمة، وعدم التعجّل والسُّرعة أتناء قيادة السيارة، فلا قدر الله قد يكون في المرات القادمة إنساناً يلزمك على إثره الضرر الكبير، ويا حبذا لو تزيل الحيوان عن طريق المسلمين، فلا يتعرضوا للأذى بسببه، أو يسبب لهم ذلك فواجع أخرى.
ولقد أمرنا الله -سبحانه- بحفظ الحيوانات، وعدم التعرّض إلى قتلها أو إتلافها من غير ضرورةٍ، أو تعمّد إلحاق الضرر بها، وجعل ذلك من الإفساد في الأرض على غير وجه حقٍ، ويكون هذا كلّه مما يُسأل المسلم عنه.
ودليل ذلك ما صحّ عن النبي -صلى الله عليه وسلم- أنه قال: (لا تزولُ قدَما عبدٍ يومَ القيامةِ حتَّى يسألَ عن عمرِهِ فيما أفناهُ، وعن عِلمِهِ فيمَ فعلَ، وعن مالِهِ من أينَ اكتسبَهُ وفيمَ أنفقَهُ، وعن جسمِهِ فيمَ أبلاهُ). “أخرجه الترمذي وصححه الألباني”