ما حقيقة الشعور بعد صلاة الاستخارة؟
أنا شاب أحب فتاة وقررت أن أتقدم لخطبتها، واتفقنا أن نصلي صلاة استخارة، وأحسست براحة كبيرة والحمد لله، بينما هي شعرت بضيق وتعب جسدي، وأنا لا أعرف أي الشعورين نبني عليه؟ وما حقيقة الشعور بعد صلاة الاستخارة؟
حياك الله أخي السائل، ويسر بالخير أمورك، إن قام المسلم بالاستخارة، وتوكل على الله حق التوكُّل، وأخلص في نيته، وأخذ بالأسباب فليقدم عليه بلا ترددٍ أو وجلٍّ، وذهب أهل العلم إلى القول بإنّ انشراح الصدر لا يُشترط قبل الخوض بالأمر المستخار عليه؛ لأن نتيجة الاستخارة لا تتعلق بالانشراح وعدمه، إنما بتيسير الله -تعالى- وحسن توفيقه.
وأساس الأمر كما يرى أهل العلم يتحقق بصدق العبد مع الله -تعالى- ويقينه به، وتحقيق شروط استجابة الاستخارة، فإذا تمت هذه الأمور فلا يُنظر إلى انشراح الصدر أو غُمّته قبل السعي في الأمر، فالسعي والإقدام يكشف نتيجة الأمر، فقد يردُّه الله عنه، أو ييسره له، ولا يستطيع عندها أيُّ مخلوق أن يمنعه عنه إن كان خيراً أو شراً.
والاستخارة من الأمور المهمة التي يلجأ إليها المسلم حين يحتار، ففيها طلبٌ للدعاء، وحسن توجهٍ لله -تعالى- فيما فيه شتات الأمر، وقد كفل الله -سبحانه- أمر من يُحسن الاتكال عليه، قال -تعالى-: (وَمَن يَتَوَكَّلْ عَلَى اللَّهِ فَهُوَ حَسْبُهُ)، “الطلاق: 3”.
وطريقة الاستخارة تكون بصلاة ركعتين من غير الفريضة؛ وقبل السلام يدعو المرء بالدّعاء الذي علمنا إياه رسول الله -صلى الله عليه وسلم- فيقول: (اللَّهُمَّ إنِّي أسْتَخِيرُكَ بعِلْمِكَ، وأَسْتَقْدِرُكَ بقُدْرَتِكَ، وأَسْأَلُكَ مِن فَضْلِكَ العَظِيمِ، فإنَّكَ تَقْدِرُ ولَا أقْدِرُ، وتَعْلَمُ ولَا أعْلَمُ، وأَنْتَ عَلَّامُ الغُيُوبِ، اللَّهُمَّ إنْ كُنْتَ تَعْلَمُ أنَّ هذا الأمْرَ خَيْرٌ لي في دِينِي ومعاشِي وعَاقِبَةِ أمْرِي -أوْ قالَ: في عَاجِلِ أمْرِي وآجِلِهِ- فَاقْدُرْهُ لِي، وإنْ كُنْتَ تَعْلَمُ أنَّ هذا الأمْرَ شَرٌّ لي في دِينِي ومعاشِي وعَاقِبَةِ أمْرِي -أوْ قالَ: في عَاجِلِ أمْرِي وآجِلِهِ- فَاصْرِفْهُ عَنِّي واصْرِفْنِي عنْه، واقْدُرْ لي الخَيْرَ حَيْثُ كَانَ، ثُمَّ رَضِّنِي به، ويُسَمِّي حَاجَتَهُ)، “أخرجه البخاري”.