كيف تكون التوبة من العلاقة المحرمة؟
أنا فتاة عمري 17 سنة، وقمت بعمل علاقة غير شرعية مع شاب غريب، وأريد أن أتوب لأنني أشعر بالذنب كثيرًا، وأرجو أن تخبروني كيف تكون التوبة من العلاقة المحرمة؟
حيّاك الله أختي الكريمة، من رحمة الله -تعالى- بالعباد أنّه جعل باب التوبة مفتوحاً لا يُغلق حتّى تطلع الشمس من مَغربها، والله -عز وجل- يفرح بتوبة العبد ورجوعه عن الذنب الذي ارتكبه، ومن تاب توبة صادقة تاب الله -تعالى- عليه، والتوبة لها شروط، ويترتب عليها ما يأتي:
- ترك الذنب والإقلاع عنه؛ فعلى التائب أن يتركَ الذنبَ ويبتعد عنه، ويتخلّص من كلّ ما يتعلّق به ويوصله إليه؛ فشارب الخمر يُقلع عن شربه، ويبتعد عن الأماكن التي يشرب فيها ويُباع، ويُتلف زجاجات الخمر وما يتعلق بها، ويقطع علاقته بمن يعينه ويأخذ بيده إلى هذا الطريق.
- الندم على الذنب، والشعور بالأسف والندم والحُرقة على ما مضى، وعلى المعصية التي ارتكبها، لا أن يفاخر بها نفسه وغيره، وأن لا يُجاهرَ بها أبداً.
- العزم على عدم الرجوع إليها؛ من خلال الصّدق في التوبة وعقد النيّة على عدم الرجوع إليها مرة أخرى.
- أن تكون التوبة قبل الموت وقبل طلوع الشمس من مغربها؛ إذ إن توبة العبد المقبولة تكون قبل غرغرة الموت، وقبل طلوع الشمس من مغربها.
- إعادة الحقوق إلى أصحابها، إذا كان الذنب فيه أخذ حقوق العباد مثل سرقة الأموال، فعليه أن يُعيدها إليهم.
ولا بدّ أن تُلحق التوبة بمكفّرات الذنوب، والمسارعة إلى الخيرات، منها:
- إقامة الصلاة؛ يقول الله -تعالى-: (وَأَقِمِ الصَّلاةَ طَرَفَيِ النَّهارِ وَزُلَفًا مِنَ اللَّيلِ إِنَّ الحَسَناتِ يُذهِبنَ السَّيِّئَاتِ ذلِكَ ذِكرى لِلذّاكِرينَ)، “هود: 114” كالحفاظ على صلاة الفرض، والإكثار من النوافل، وقيام الليل.
- اتباع السيئة الحسنة؛ يقول الله -تعالى-: (إِنَّ الحَسَناتِ يُذهِبنَ السَّيِّئَاتِ)، “هود: 114” كالصدقة، والزكاة، والصوم.
إذاً باب التوبة مفتوح للعبد أختي الكريمة، وعليكِ المسارعة إلى التوبة والإقلاع عن الذنوب جميعاً، والمسارعة إلى أعمال الخير، وما يُرضي الله -تعالى- قبل أن يَحين الأجل وتخرج الروح إلى خالقها، وويجدر بكِ إشغال وقتكِ بما يُرضي الله -عز وجل- من العبادات، والذكر، وبر الوالدين، وطلب العلم ونحوه.