بحث عن العفه

العفة من الأخلاق والسمات المهمة جداً في الإسلام، كما أنها صفة من الصفات الحميدة التي نص عليها الدين الإسلامي، فهي من الحياء، والحياء بعد شعبة من شعب الإيمان، واستدل علي ذلك من خلال قول الرسول صلي الله عليه وسلم: ” الإِيمانُ بضْعٌ وسَبْعُونَ، أوْ بضْعٌ وسِتُّونَ، شُعْبَةً، فأفْضَلُها قَوْلُ لا إلَهَ إلَّا اللَّهُ، وأَدْناها إماطَةُ الأذَى عَنِ الطَّرِيقِ، والْحَياءُ شُعْبَةٌ مِنَ الإيمانِ “.

محتويات الموضوع

مقدمة بحث عن العفه

العفة من الصفات التي يحرص الجميع في الإسلام علي التحلي بها، فهي تقوم بتقويه العلاقة بين كلاً من الفرد وربه، حيث أن الشخص يقوم بممارستها بنسبة كبيرة جداً في الخفاء بعيداً عن أنظار الناس في المجتمع.
فيقوم الفرد بعفّ نفسه عن جميع الأخطاء والمحرمات التي أمرنا الله بالابتعاد عنها، وذلك يجعلنا قادرين علي التحكم في الغرائز البشرية التي من الممكن أن تجعلنا نرتكب مختلف المحرمات.
فالعفة تساعد الأفراد بشكل كبير علي ضبط أنفسهم، وذلك يمثل درجة من أعلي درجات جهاد النفس، وذلك ثوابه عند الله عظيم.

العفة

العفة خلق حميد مشتق من الحياء يساعدنا علي التمسك بالأخلاق التي تركها لنا الرسول، كما أنها تقوم بزرع العديد من المبادئ والصفات الحسنة بداخل أنفسنا، وللعفة تعريف لغوي وتعريف اصطلاحي، يتمثل كلاً منهم في الأتي:

العفة لغة

تأتي كلمة العفة من المصدر عَفّ، أي كَفّ، أي توقف عن فعل الشيء وامتنع عنه.
ويقال عَفّ عن المحرمات، أي توقف عن فعلها.
ومنها عفيف، وللمرأة تكون عفيفة، بالإضافة إلي أعفه الله، وأستعف عن الأمر.
ويوجد الاستعفاف أي طلب العفاف.

العفة اصطلاحاً

العفة في المعني الاصطلاحي تُعني ضبط النفس ومنعها عن ممارسة الشهوات المختلفة، كما أن يُعرف عنها حفظ صحة الجسد والامتناع عن الإسراف في ملذات أطياب الحياة.
أي أن يقصد بالعفة الاعتدال في العيش وفي احتياجات الجسم.
كما قيل أن العفة هي ضبط النفس بالأخص عن الشهوات والغرائز أي التحكم في الشهوات.

أنواع العفة

العفة ليست معنوية فقط أي أنها لا تكون نفسية ووجدانية فقط، بل يوجد منها العديد من الأنواع المختلفة.

حيث أن العفة تهتم بكافة جوانب الحياة سواء المادية أو المعنوية أو النفسية.
ومن أنواع العفة:

عفة اللسان

وهي التوقف عن الشتم، واللعن، واستخدام الألفاظ المسيئة في الكلام أو أثناء الحديث مع الآخرين.
كما أنها تتمثل في الابتعاد عن الغيبة، والنميمة، وشهادة الزور، والسخرية حيث أن تلك الأمور نهي عنها القرآن الكريم.
فمن الضروري أن يكون لسان المسلم عفيفاً.
كما يجب أن المؤمن يجب أن يتحلى بالكلام الطيب، بجانب أن يقوم باستخدام لسانه من أجل ذكر الله وليس أذية الآخرين.
واستدل علي ذلك النوع من العفة في بعض الأحاديث، والأيات مثل قول الرسول صلي الله عليه وسلم: ” أَتَدْرُونَما الغِيبَةُ؟ قالوا: اللَّهُ ورَسولُهُ أعْلَمُ، قالَ: ذِكْرُكَ أخاكَ بما يَكْرَهُ قيلَ أفَرَأَيْتَ إنْ كانَ في أخِي ما أقُولُ؟ قالَ: إنْ كانَ فيه ما تَقُولُ، فَقَدِ اغْتَبْتَهُ، وإنْ لَمْ يَكُنْ فيه فقَدْ بَهَتَّهُ “.
ومثل قول الله تعالي في الآية 12 من سورة الحجرات: ” يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اجْتَنِبُوا كَثِيرًا مِّنَ الظَّنِّ إِنَّ بَعْضَ الظَّنِّ إِثْمٌ ۖ وَلَا تَجَسَّسُوا وَلَا يَغْتَب بَّعْضُكُم بَعْضًا ۚ أَيُحِبُّ أَحَدُكُمْ أَن يَأْكُلَ لَحْمَ أَخِيهِ مَيْتًا فَكَرِهْتُمُوهُ ۚ وَاتَّقُوا اللَّهَ ۚ إِنَّ اللَّهَ تَوَّابٌ رَّحِيمٌ “.

عفة ملذات الحياة

ملذات الحياة تنقسم إلي: أمور ضرورية وأمور غير ضرورية.
الأمور الغير ضرورية هي الأمور التي لا يحتاجها الجسد أو النفس من أجل استمرار حياته مثل: شراء الأشياء كالسيارات، والهواتف الحديثة، حيث أن تلك الأشياء من الممكن أن يستبدلها الشخص بأشياء بسيطة.
أما عن الأمور الضرورية في تعد الأمور اللازمة من أجل استمرار حياة الإنسان مثل: الطعام، والغذاء، والشراب.
وهنا يأتي دور العفة، فالعفة تأمرنا أن نعتدل في جميع الأمور التي نقوم بها في حياتنا، كما أنها تأمرنا بتناول الطعام والشراب الحلال فقط.
حيث أن المسلم طيب ولا يجب أن يكون جوفه ممتلئ محرم، وذلك طمعاً في رضا الله وكرمه عز وجل.

عفة القلب

عفة القلب من أهم ما يجب أن يتحلى به الإنسان.
فإن قلب المسلم يجب أن يكون نقياً، طاهراً، طيباً وعفيفاً خالي من أي شوائب.
ولابد أن يكون غير حاقداً وغير حسوداً، فارغ من الغل والكراهية، وذلك من أوامر الله عز وجل.
ومن المهم أن يكون قنوعاً، راضياً، لا يتطلع إلي ما عند غيره من نعم.

عفة الجوارح

من الضروري أن يقوم الإنسان بحفظ جوارحه، وتتمثل تلك الجوارح في: العين، الأذن، الأعضاء الحميمية.
فالمسلم يصون نفسه وجوارحه ويبتعد عن المحرمات.
كما يقوم بالصبر علي الشهوات التي تريد معظم الوقت التغلب عليه، فعندما يكون الشخص عفيفاً يقفل جميع أبواب الشياطين.
ومن الآيات التي ذكرت لعفة الجوارح، قوله تعالي في الآية 30 من سورة النور: ” قُل لِّلْمُؤْمِنِينَ يَغُضُّوا مِنْ أَبْصَارِهِمْ وَيَحْفَظُوا فُرُوجَهُمْ ۚ ذَٰلِكَ أَزْكَىٰ لَهُمْ ۗ إِنَّ اللَّهَ خَبِيرٌ بِمَا يَصْنَعُونَ “.

عفة الجسد

يحرص المسلم دائماً علي أن يتحلى بالستر، فالستر من علامات صحة الجسد، ويكون ذلك عن طريق ارتداء الملابس التي لا تصف ولا تكشف أي عورات خاصة بالإنسان.
ويجب أن تقوم المرأة المسلمة بتطبيق ذلك النوع من العفة بشكل كبير جداً، حيث أن جسم المرأة بأكمله عورة ماعدا الوجه والكفين.
ولكن ذلك لا ينفي أهمية تحلى الرجل المسلم أيضاً بعفة الجسد، حيث أنه أيضاً يمتلك عورات.

عفة الأموال

يجب علي المسلم التعفف في الأموال، ويتم ذلك عن طريق الامتناع عن المساس بأموال الآخرين خاصة دون علمهم.
كما تتضمن تلك الأموال: أموال اليتامى، والمحتاجين، والأموال التي يأتمن الأشخاص بعضهم عليها، أي أموال الأمانات.
وذلك يساعد المسلم بالابتعاد عن المال الحرام الذي من الممكن أن يتسبب في هلاكه.

عفة الحاجة

لابد من أن يتحلى المسلم بالعفة اللازمة التي تمنعه من كثرة السؤال وطلب الحاجة من الآخرين.
حيث يجب علي المسلم الرضا والاقتناع بالنعم التي أنعم الله عليه بها، كما يجب أن يؤمن بأن الله تعالي هو الرزاق فسوف يقوم بإرسال رزقه له ولكن في الوقت المناسب.

فوائد العفة

يوجد للعفة العديد من الفوائد المختلفة المتنوعة التي تقوم بالتأثير علي الأفراد وحياتهم بشكل فعال جداً، فمن فوائد العفة:

تجعل الإنسان ينال رضا الله سبحانه وتعالي.
تضمن للمسلم أن يكون له مكان في الجنة بإذن الله.
تعمل علي ترسيخ الإيمان بقلب الفرد.
تساعد الفرد علي أن يكون في حالة من الهدوء والراحة.
تقلل معدلات إصابة الأفراد بالقلق والتوتر.
تحافظ علي بيوت المسلمين من الخراب والدمار والمشاكل المختلفة.
تقوم بالحفاظ علي الأموال.
تعمل علي حفظ أعراض الأشخاص.
الشخص العفيف من الأشخاص السبعة الذين سيستظلون بظل الله يوم القيامة.

أشياء تساعد علي العفة

يوجد بعض العوامل التي تساعد بشكل كبير الأفراد علي التحلي بالعفة، من تلك العوامل:

الابتعاد عن مختلف رفقاء السوء.
التقرب من الأشخاص الصالحين، ومرافقتهم في مختلف أمور الحياة.
تجنب الدخول علي المواقع التي قد تثير شهواتك وغرائزك مثل المواقع الإباحية.
القيام بحفظ القرآن الكريم والتدبر في معانيه.
الحفاظ علي قضاء جميع الصلوات في مواقيتها.
الإكثار من الصيام خاصة لمن لم يقبل علي الزواج بعد.
الحافظ علي قيام الليل حيث أنه يعمل علي زيادة نسبة الخشوع.
البدء في تعلم العلوم الشرعية المتعددة مثل: علوم الفقه، والحديث، والشريعة.
قضاء النوافل والإكثار منها.
غض البصر باستمرار، فإن الله سبحانه وتعالي أمرنا بذلك، لما له دور في ضبط النفس وحفظها من الشهوات.

خاتمة بحث عن العفه

العفة صفة مهمة جداً لابد من أن يتصف بها العديد من الأشخاص، ولقد ذكر الإسلام ذلك في عدد كبير من المواضع، حيث أمرنا الله والرسول صلي الله عليه وسلم بالتحلي بتلك الصفة الشريفة.
فلقد تحلى بتلك الصفة رسولنا الكريم، والصحابة والتابعين، لذلك لابد أن نقتدي بهم، وإلى هنا نصل إلي ختام بحثنا هذا عن العفة.

كما يمكنكم الاطلاع علي المزيد حول ما يتعلق بهذا الموضوع من خلال الأتي:

موضوع عن العفة والحياء
بحث عن العفة ومجالاتها وفوائدها

بحث عن العفه