الفرق بين القدر والنصيب في الإسلام

الفرق بين القدر والنصيب في الإسلام، لم يعرف الكثير التفرقة بين القدر والنصيب، ويوجد البعض ممن يفهم الفرق بينهم ومعناهم بشكل عام دون التعرف على المعنى اصطلاحا ولغة.

ولكن عبر سيصبح الأمر أكثر وضوحا، حيث إنه للتعرف على الفرق بينهم من الضروري التعرف على معناهم أولا.

تعريف القدر والنصيب

قبل التطرق إلى توضيح الفرق بين القدر والنصيب في الإسلام يجب أن نذكر التعريف من خلال التالي:

تعريف القدر في اللغة

هو ما يقوم الله بتقديره للإنسان من قضاء، ويعني قدر الرزق أي ما قسمه الله للعبد، ومن بين معاني التقدير هي التروية لتهيئة لأحد الأمور وتسويتها.

تعريف القدر اصطلاحا

وهنا من حيث التعريف اصطلاحا فإنه يأتي بمعنى التقدير المذكور أعلاه وهو هنا أزلي، كما أنه يأتي بمعنى ما أوجده الله بالنحو الذي يعلمه الإنسان وهو بذلك يعني إيجاد الشيء تبعا لما يسبقه علم الله.

تعريف النصيب

وهنا يمكن ذكر قوله تعالى (للرجال نصيب مما ترك الوالدان والأقربون)، ويتضح هنا أن الرجال لهم جزء من الشيء، والنصيب هنا يعني الحظ بمعنى أوضح عندما يذكر بأن الرجل لم يكن له نصيب في المال فذلك يعني أنه ليس له حظ به.
وقد ذكر بالكثير من الكتب الفرق بين الحظ والنصيب حيث قيل إن الحظ في الأشياء الخيرة أما النصيب فهو في الأشياء الخيرة والمكروهة.

النصيب اصطلاحا

لا يوجد اختلاف كبير بين تعريفه اصطلاحا ولغويا فهو يعتبر جزء مما هو مقسوم.

اقرأ أيضا: بحث عن الفرق بين القضاء والقدر

الفرق بين القدر والنصيب في الإسلام

ويتضح مما ذكرناه أنه لا يوجد فرق بين القدر والنصيب، حيث أن القدر الذي يكتب للإنسان فهو نصيبه، وأيضا هو الحظ المكتوب له قبل أن يخلق أي شيء.
ويظهر ذلك في قول رسول الله صلى الله عليه وسلم (كتب الله مقادير الخلائق قبل أن يخلق السماوات والأرض بخمسين ألف سنة) صدق رسول الله صلى الله عليه وسلم.

أركان الإيمان بالقدر

من بين أركان الإيمان هو أن يؤمن الإنسان بقدره الذي قسمه الله له، فلا يمكن اكتمال إيمان الإنسان إلا من خلال إيمانه بقدره ونصيبه، وللتوضيح أكثر يمكن ذكر أركان الإيمان بالقدر من خلال التالي:

الإيمان بعلم الله الشامل المحيط

يقول الله عز وجل (الله الذي خلق سبع سماوات ومن الأرض مثلهن يتنزل الأمر بينهن لتعلموا أن الله على كل شيء قدير وأن الله قد أحاط بكل شيء علما)، ويتضح من ذلك أن الله على علم بكل شيء وهو الوحيد الشامل المحيط به.

الإيمان بكتابة الله في اللوح المحفوظ لكل ما هو كائن إلى يوم القيامة

ذكر الله تعالى (إنا نحن نحيي الموتى ونكتب ما قدموا وآثارهم وكل شيء أحصيناه في إمام مبين)، ويتبين من ذلك أن الله قد كتب كل ما يخص خلقه باللوح المحفوظ.

الإيمان بمشيئة الله النافذة وقدرته التامة

يقول الله تعالى (ولو أننا نزلنا إليهم الملائكة وكلمهم الموتى وحشرنا عليهم كل شيء قبلا ما كانوا ليؤمنوا إلا أن يشاء الله ولكن أكثرهم يجهلون) حيث أن الله عز وجل ما يشاء يكن ويتم وما لا يشاءه فإنه لم يكن ولم يتم.

الإيمان بأن الله عز وجل خالق كل شيء ولا شريك له في خلقه

قال الله عز وجل (ذلكم الله ربكم خالق كل شيء لا إله إلا هو فأنى تؤفكون)، وهذا دال بأن الله هو الذي خلق جميع الأشياء التي توجد حولنا ولا يوجد له شريك.
وقد قال الله أيضا في كتابه العزيز (والله خلقكم وما تعملون).

كما يمكنكم التعرف على: ما الفرق بين الكرامة والمعجزة

هل القدر والنصيب يلغي اختيار الإنسان؟

البعض يعتقد أنه طالما كتب الله القدر والنصيب قبل حتى أن يخلق السماوات والأرض فبهذا لا داعي للإنسان أن يسعى لأنه لم يكن بيده قدره ونصيبه.
ولكن هذا الأمر خطأ على الإطلاق حيث أن الله لم يكتب ذلك القدر لأنه يريد ذلك على الرغم من أن كل شيء بيده، بل هو على دراية ومعرفة بما سيكون عليه الإنسان ويعرف جيدا ما هي أفعاله التي سيفعلها وما يخفيه صدره لذلك فقد كتب القدر والنصيب بناءا على ذلك، وفي النهاية لم يتم شيء إلا بأمر الله تعالى وقدره.

كما يمكنكم الاطلاع على: الفرق بين الصبر والصبر الجميل

بهذا نكون وصلنا إلى ختام مقال الفرق بين القدر والنصيب في الإسلام ونتمنى نكون ذكرنا الفرق بالشكل المبسط الذي يجعل الجميع استيعابه.