اسد بابل وقصته

نعرض لكم اليوم في هذا المقال القصة الكاملة لتمثال اسد بابل ، يُعد هذا التمثال واحد من القطع الأثرية البابلية القديمة؛ حيث امتلكت بابل حضارة عظيمة، وتُعد من أقدم الحضارات الإنسانية، والتي تزامنت مع العديد من الحضارات الأخرى، كان من أبرز ما برع فيه البابليون هو فن “النحت المجسم”؛ حيث نتج عن هذه البراعة الكثير من القطع الفنية المذهلة في مختلف أنحاء الحضارة البابلية القديمة، وفيما يلي على لينك بلس نُقدم لكم قصة أسد بابل.

اسد بابل

تميزت الحضارة البابلية القديمة بالبراعة في الفنون، وخاصةً فن النحت المجسم الذي أسفر عنه الكثير من المنحوتات التراثية البابلية العظيمة، ومن هذه المنحوتات هي منحوتة “أسد بابل”.

ما هي قصة اسد بابل الحقيقية

يرى بعض الباحثون أن منحوتة أسد بابل تعود إلى عهد الحثيين؛ مما خلق نوع من الاختلاف بين الباحثين حول أصل التمثال إذا كان يرجع إلى الحثيين، أو لنحاتي بابل.

وبناءً على هذا ظهرت الكثير من الآراء المتباينة حول هذا التمثال، والتي نذكرها فيما يلي.

الرأي الأول

يرى الكثيرون أن أسد بابل هو واحد من القطع الأثرية التي نقلها الملك “نبوخذ نصر” من بلد ما من البلاد الأجنبية التي دخلها، أو أنه من الغنائم الحربية له، وخاصة في البلاد الحيثية؛ حيث أنها تتشابه كثيرًا مع آثارهم.

الرأي الثاني

الرأي الثاني يُرجح أن هذا الأسد يرجع إلى عهد الحيثيين الذين أتوا به إلى بابل لإعلان سقوط بابل، والاستيلاء عليها، أو أن الحيثيين قاموا بنحته هناك بعد انتصارهم.

الرأي الثالث

ومن الآراء الأخرى هي أن الأسد يرمز إلى الإله “عشتار”، وسيطرتها على بابل، وعلى العالم، وترمز الفتاة إلى الإله الأم التي تقوم “عشتار” بحمايتها، وهذا الرأي من أبرز الآراء الغير مرجحة؛ حيث حل محل الأم “ننيل”، “إنانا”، ثم “عشتار” في العصور الأولى القديمة؛ مما يجعله رأيًا غير عقلاني.

الرأي الرابع

يعود أسد بابل إلى البابليين؛ وذلك لأن الأسد يرمز إلى “عشتار المحاربة”، والتي تُعد الإله الرئيسة لبابل، وكان رمزها هو رمز “الأسد”؛ وذلك لأن الأسد يُعبر عن قوة بابل.

كما أن الرجل الموجود تحت الأسد يُمثل أعداء بابل؛ مما يُعطي دلالة على أنه من يقترب منها بسوء؛ فسوف يكون هذا مصيره.

وأهم ما يدعم هذا الرأي ما يأتي

أولًا

المهارة التي يمتلكها نحاتي بابل في نحت مثل هذه التماثيل، وهذه المهارة قد اكتسبوها منذ العصور القديمة، وخاصة في نحت الأسود، ومن أمثلة هذه المنحوتات “أسد أريدو” الموجود فقي مدينة أريدو، والذي نُحت من الحجر الصلب، هذا بالإضافة إلى مدينة “حرمل” التي وُجد بها أسود طينية قد تم نحتها بشكل دقيق للغاية يُظهر مهارة النحاتي البابليين الذين قاموا بهذا العمل الفني الرائع، وفي مدينة “نمرود” في بئر القصر الشمالي الغربي يُوجد “لبؤة تفترس رجلًا” وقد تم نحته من العاج، ويُشبه في دلالته “أسد بابل”.

وأسد بابل قد تم نحته في حجر واحد كبير من البازلت الصلب، ونظرًا لشدة صلابة هذا الحجر فقد فقد افتقر قليلًا إلى المرونة، والدقة في إظهار التفاصيل؛ الأمر الذي أدى إلى تشابه هذا الأسلوب مع أسلوب الحثيين في النحت المجسم.

ثانيًا

ثِقَل هذا التمثال، وكِبَر حجمه؛ حيث يبلغ طوله متران، ويصل ارتفاعه إلى متر، هذا بالإضافة إلى أنه قد تم نحته من قطعة واحدة من البازلت الصلب الذي يصعب نقله من بلد إلى أخرى، وهذا الدليل يُنفي الرأي الذي يقول أن الملك “نبوخذ نصر” قد أتى به من إحدى البلاد الأجنبية الأخرى.

ثالثًا

الرسائل المتبادلة بين كل من الحيثيين، والكاشيين، والتي يطلب بها الملك الحيثي “حاتوشيليش” إرسال نحاتًا من الفنانين العراقيين للقيام ببعض الأعمال الفنية، ويتعهد الملك بعودة النحات بعد إتمام عمله؛ مما يدعم أن يعود أصله إلى نحاتي بابل.

رابعًا

ليس من المنطقي أن يحتفظ البابليون بهذا التمثال إذا كان يُعد رمزًا لانتصار الحثيين عليهم، وإسقاط مدينتهم، وأيضًا كيف يتم الاحتفاظ به بعد مجيء كل من “كورش الأخميني”، و”إسكندر المقدوني” بعد الحيثيين إلى بابل.

قدمنا لكم اليوم في هذا المقال على موقع اللينك بلس العربية الشاملة قصة تمثال “أسد بابل”، وعرضنا جميع الآراء المختلفة حول أصله، تابعوا جديد لينك بلس.

المراجع

1.

اسد بابل وقصتهاسد بابل وقصته