أسباب قلة الرزق

يبحث الجميع عن الرزق، فالرزق قد يكون في أشياء كثيرة موجودة حولنا، فقد يكون الرزق في الأكل أو اللبس أو الشرب وغيرها من نعم الله الكثير ورزقه لنا، ولكن بعض الناس تطمع في الرزق الكثير والسريع فتسلك طرق غير مشروعة فتؤدي لقلة ومنع الرزق عنها وليس زيادته.

فيجب على الإنسان لكي يحصل على الرزق الكثير أن يعمل بجد للوصول إليه، فهنا قد يتساءل البعض ما هي أسباب قلة الرزق؟ وهذا ما سنتعرف عليه اليوم عبر .

أسباب قلة الرزق

هناك أفعال كثيرة إذا فعلها الإنسان تمنع وتقلل من رزقه وهي:

عدم التخطيط الكافي للكسب الصحيح

حث الإسلام كل مسلم أن يأخذ الوسائل المادية الصحيحة لكسب لقمة العيش والتخطيط لها بأفضل تخطيط.
أن يختار الشخص العمل المناسب له ويخطط بشكل كافي ومناسب لعمله، لا يستطيع الإنسان النجاح في عمل ما لا يحبه أو كان غير مناسب له.
مر الرسول (صلى الله عليه وسلم) على رجل عاطل ولا يجد عمل ملائم له فقال له: (لأن يَحتطبَ أَحَدُكمْ حُزمةً على ظَهرهِ، خيرٌ لهُ منْ أنْ يَسألَ أحداً فيُعطِيَه أو يَمنعه).
هذا الشاب لم يتقن الاختيار فيما يناسبه من عمل فإن الرسول (صلى الله عليه وسلم) علمه كيف يبذل جهده في شيء يقدر من خلاله أن يكسب رزقه.

كما أدعوك للتعرف على: حكم الربا في الإسلام والديانات الأخرى

أكل الربا

الربا سبب من أسباب قلة الرزق، ومن الكبائر السبع.
نُقل عن أبي هريرة عن النبي (صلى الله عليه وسلم) قال: (اجْتَنِبُوا السَّبْعَ المُوبِقاتِ).
الربا يقلل البركة في الرزق فقال تعالى: (يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اتَّقُوا اللَّـهَ وَذَرُوا مَا بَقِيَ مِنَ الرِّبَا إِن كُنتُم مُّؤْمِنِينَ* فَإِن لَّمْ تَفْعَلُوا فَأْذَنُوا بِحَرْبٍ مِّنَ اللَّـهِ وَرَسُولِهِ وَإِن تُبْتُمْ فَلَكُمْ رُءُوسُ أَمْوَالِكُمْ).
فتعني الآية الكريمة أن الله حذر من يأكل الربا بأنه سيمنع رزقه ويقلل البركة فيه.

الزنا

الزنا من الكبائر التي نهى الله تعالى عنها وزاد عقاب مرتكبها لخطورتها على المجتمع.
قال الله تعالى في كتابه الكريم: (وَلا تَقرَبُوا الزِّنى إِنَّهُ كانَ فاحِشَةً وَساءَ سَبيلًا).
حذر الرسول (صلى الله عليه وسلم) في العديد من الأحاديث من بين تلك الأحاديث حديث السبع الموبقات.
من فعل الزنا ارتكب معصية وعصى الله ورسوله، وعليه أن يتوب عنها في الحال، فهي من موانع الرزق وسبب غياب الخير والبركة.
فروي عن ابن عمر (رضي الله عنه) قال (إياك والزنا فإنه يورث الفقر).

كما يمكنكم الاطلاع على: ما هو تعريف أنواع الربا

عقوق الوالدين

معصية الوالدين من الكبائر والخطايا السبع.
عقوق الوالدين من الأعمال التي عجل الله تعالى بأجرها في الدنيا قبل الآخرة.
قال الرسول (صلى الله عليه وسلم) في حديثه: (كُلُّ ذُنُوبٍ يُؤَخِّرُ الله مِنْهَا مَا شَاءَ إِلَى يَوْمِ الْقِيَامَةِ إِلَّا الْبَغْيُ وَعُقُوقُ الْوَالِدَيْنِ أَوْ قَطِيعَةُ الرَّحِمِ يُعَجِّلُ لَصَّاحِبِهَا فِي الدُّنْيَا قَبْلَ الْمَوْتِ).
وعد الرسول (صلى الله عليه وسلم) الوالدين بمكافأة عادلة في الدنيا بما في ذلك ضيق الرزق، وفي المقابل بر الوالدين من أسباب اتساع الرزق.

اقرأ أيضا: تعريف التجارة مع الله

عدم تأدية زكاة المال المفروضة

المال الذي منحه الله تعالى للإنسان وديعة وأمانة يُرجعها المسلم إلى صاحبه الحقيقي الذي هو خالق الكون.
فرض الله أن يخرج جزء من مال الشخص كزكاة ليكون سبب في البركة والخير في رزقه، فمن لم يزكي بجزء من ماله يمنع عنه الخير والبركة.
قال الله سبحانه وتعالى: (وَالَّذينَ يَكنِزونَ الذَّهَبَ وَالفِضَّةَ وَلا يُنفِقونَها في سَبيلِ اللَّـهِ فَبَشِّرهُم بِعَذابٍ أَليمٍ* يَومَ يُحمى عَلَيها في نارِ جَهَنَّمَ فَتُكوى بِها جِباهُهُم وَجُنوبُهُم وَظُهورُهُم هـذا ما كَنَزتُم لِأَنفُسِكُم فَذوقوا ما كُنتُم تَكنِزونَ).

أسباب منع الرزق

هناك العديد من الأسباب التي تتسبب في منع الرزق ومنها أيضاً:

الحسد وبغض الآخرين

الحسد من الآفات التي يحذر منها الإسلام.
ينتشر الحسد بين الأقران ويسبب الفساد والضغائن بين الأصدقاء والإخوة.
يؤدي الحسد إلى تصدع العلاقات بين البشر، كما أنه يسلب البركة والخير من الأرزاق.
عن معاوية بن أبي سفيان قال: (كل الناس أستطيع أن أرضيه إلا حاسد نعمة فإنه لا يرضيه إلا زوالها).

أكل حقوق الآخرين

حذر الله تعالى من أكل حقوق الناس وأخذها ظلم.
توعَّد الله لمن يأكل أموال الناس بعذاب شديد في الدنيا والآخرة.
فقال الله تعالى: (يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا لَا تَأْكُلُوا أَمْوَالَكُم بَيْنَكُم بِالْبَاطِلِ إِلَّا أَن تَكُونَ تِجَارَةً عَن تَرَاضٍ مِّنكُمْ وَلَا تَقْتُلُوا أَنفُسَكُمْ إِنَّ اللَّـهَ كَانَ بِكُمْ رَحِيمًا* وَمَن يَفْعَلْ ذَٰلِكَ عُدْوَانًا وَظُلْمًا فَسَوْفَ نُصْلِيهِ نَارًا وَكَانَ ذَٰلِكَ عَلَى اللَّـهِ يَسِيرًا).
فتعني هذه الآية أن الذي يؤمن بالله لا يأكل أموال وحقوق الآخرين، وإذا فعل ذلك فله عذاب شديد في الدنيا والأخرة.
قال رسول الله (صلى الله عليه وسلم): (مَن أخذ أموال الناس يريد أداءها أدَّى الله عنه، ومن أخذها يريد إتلافها أتلفه الله) رواه البخاري.

ترك الفرائض

أمر الله تعالى عباده بطاعته وأمرهم بالعبادة والأعمال، وطلب منهم الامتثال لأوامره، كالصلوات الخمس، وصيام رمضان، وزكاة المال، وبر الوالدين.
فلو أضاعوا الصلاة واتبعوا الشهوات فيمنع رزقه ويقل الخير به.
قال الله تعالى: (فَخَلَفَ مِن بَعدِهِم خَلفٌ أَضاعُوا الصَّلاةَ وَاتَّبَعُوا الشَّهَواتِ فَسَوفَ يَلقَونَ غَيًّا* إِلّا مَن تابَ وَآمَنَ وَعَمِلَ صالِحًا فَأُولـئِكَ يَدخُلونَ الجَنَّةَ وَلا يُظلَمونَ شَيئًا).
طاعة الله وتنفيذ أوامره تؤدي إلى زيادة الرزق والبركة.

الذنوب والمعاصي

أكدت العديد من النصوص الشرعية على أن المعاصي والذنوب تتسبب في قلة الرزق.
كما أكدت النصوص أيضاً على أن التقوى والإيمان والتوبة والاستغفار تؤدي إلى جلب الرزق والخير.
قال الله سبحانه وتعالى: (وَلَو أَنَّ أَهلَ القُرى آمَنوا وَاتَّقَوا لَفَتَحنا عَلَيهِم بَرَكاتٍ مِنَ السَّماءِ وَالأَرضِ وَلـكِن كَذَّبوا فَأَخَذناهُم بِما كانوا يَكسِبونَ).
تعني الآية أن التقوى، والابتعاد عن المعاصي، وتجديد التوبة، والإكثار من الاستغفار، والعزم الصادق على الإقلاع عن جميع الذنوب، يجب الدوام على هذه الأعمال حتى لا يقل رزقك.

قطع الأرحام

جعل الإسلام ربط الرحم سببا للبركة في الرزق والحياة.
قال النبي صلى الله عليه وسلم: (من سره أن يمد له في عمره، ويوسع له في رزقه، ويدفع عنه ميتة السوء، فليتق الله وليصل رحمه) رواه البزار والحاكم.
قطع صلة الرحم من أسباب قلة الرزق، فتعد صلة الرحم سنة ربانية.
يجب على المسلم أن يحرص على صلة الرحم حتى لو قطعه من يصل رحمهم من الأقارب.
قال الرسول (صلى الله عليه وسلم): (ليسَ الواصِلُ بالمُكافِئِ، ولَكِنِ الواصِلُ الذي إذا قُطِعَتْ رَحِمُهُ وصَلَها).

قلة السعي على الرزق

شجع الدين الإسلامي على العمل والسعي لطلب الرزق.
فالعاطل عن العمل سيكون عالة على غيره، يطلب العون دائماً من غيره.
العمل الحلال مصحوب دائماً بالنية الصالحة.
يعد العمل نوعا من أنواع العبادة.
قال تعالى في كتابه الكريم: (هُوَ الَّذِي جَعَلَ لَكُمُ الْأَرْضَ ذَلُولًا فَامْشُوا فِي مَنَاكِبِهَا وَكُلُوا مِن رِّزْقِهِ).

الكذب والاحتكار

من العادات الشائعة بين الناس، وخصوصاً بين التجار، كثرة الإيمانات الكاذبة في بيع البضائع وصرفها، فهذا سبب في إبعاد النعمة عن البيع.
قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: (الحلف منفقة للسلعة ممحقة للبركة).
فإذا اعتقد البعض أن كثرة الحلف ستزيد رزقه، فهو مخطئ.
يعد احتكار السلعة من الأعمال التي نهى عنها في أعمال التجارة والبيع.

قلة التوكل على الله

الاعتماد على الله العلي من أعظم أسباب الرزق، والعكس صحيح.
لأن قلة الاتكال والتفكير المفرط والاعتقاد بأن التدبير يقع على كاهل العبد ومن أهم أسباب قلة الرزق والقوت
قال رسول الله (صلى الله عليه وسلم): (لَو أنَّكُم كنتُم تَوكَّلُونَ على اللهِ حقَّ تَوكُّلِهِ لرُزِقْتُمْ كما تُرزَقُ الطَّيرُ، تغدو خِماصًا، وتروحُ بطانًا).
كفى الله تعالى المُتكلين عليه، ولهذا من ضاق طريقه وقلص رزقه، فليجدد ثقته في التوكل على الله بقلبه ويجعل الله أمامه قبل كل عمل.

كسب المال الحرام

قسم الله رزق العبد، فما وصل إليه بالحرام كان سيصل إليه بالحلال لو اتبع الطرق الشرعية، ولكنه لجأ إلى مصادر الرزق المحرمة، كالسرقة والنهب وأكل أموال الناس والربا.
فيهدم كل ما يحل له، يغرق في شرور الأموال المحرمة ونتائجها.
يعتبر هذا ما هو إلا هلاك ودمار له في الدنيا والآخرة.
فيجب على المسلم البعد عن كسب المال الحرام والسير نحو كسب المال الحلال لكي يبارك الله به.

إلى هنا يكون ختام موضوعنا لليوم وهو أسباب قلة الرزق، نتمنى عزيزي القارئ أن تتجنب كل ما تم ذكره وتسعى إلى كسب المال بالطرق المشروعة لكي يزيد رزقك ويبارك لك الله به.